مرت اليمن بثلاث مراحل تاريخية بدأت من الألفية الثانية قبل الميلاد إلى القرن السابع ميلادي، ومن أهم مظاهر حضارة تلك البلاد أنها نظرا لتميزها بموقع جغرافي هام تمكنت من السيطرة على طرق تجارة العالم القديم الأمر الذي جعل اليمن تعد واحدة من مراكز الحضارات الإنسانية القديمة.
أولى الحضارات الراقية نشأت تحديدا في القرن العاشر قبل الميلاد عندما تكونت دولة سبأ التي كانت باقي الدول التي نسمع عنها كحضرموت ومعين وقتبان مجرد دل تدور في غلك دولة سبأ التي ورد ذكرها في القرآن الكريم وفي باقي الكتب السماوية.
ومن خلال ذكر سبأ في الكتب السماوية يمكنك استنباط مدى رقي الحضارة التي كانت تتمتع بها تلك الدولة، فعندما زارت ملكة سبأ نبي الله سليمان، عليه السلام، أتت وهي تحمل الكثير من الهدايا كالطيب والتوابل الأمر الذي يعكس مدى الثراء والقوة الاقتصادية التي كانت تلك البلاد تتمتع بها.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن النقوش السبئية التي تم العثور عليها تدل على أن التقدم الحضاري في تلك الفترة كان قد بلغ شأنا عظيما بالفعل حيث استقرت عاصمة دولة سبأ في مأرب وبني السد العظيم، وهو سد مأرب، بغرض التحكم بمسألة الري. علما بأنه تم اكتشاف شبكة من السدود التي تتصل بها قنوات لتأمين الري لرقعة واسعة من البلاد.