الإحسان: هو الإتقان وهو من أعلى مراتب الإيمان وهي درجة رفيعة يصل لها المؤمن مع كثرة الطاعة و العبادة ومراقبة الله عز وجل .
- فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم عن معنى الإحسان فقال لما سأله جبريل عنه فقال( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) أخرجه مسلم .
واسوق هنا قصة حصلت
- والله تعالى قد أمرنا بالإحسان في كل شيء حتى في الطلاق وعند انتهاء العلاقة الزوجية.
- فقال تعالى : ( وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) سورة البقرة 237 .
- فالله تعالى أمرنا في هذه الآية الكريمة بأن لا ينسى الزوجين الفضل والمودة والرحمة بينهما حتى عند الانفصال والطلاق.
-والإحسان في الطلاق هو بمثابة مكافأة للزوجين لبعضهما البعض بعد طول عشرة بينهما.
- قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ﴾
- ومن مظاهر الإحسان في الطلاق :
1- أن لا يتحدث عنها بسوء أمام الآخرين.
2- أن يعطيها كافة حقوقها المترتبة عليه من ديّن أو مهر أو ذهب أو غيره .
3- أن لا يكشف لها سراً للناس .
4- أن يحسن إليها بالمتعة.
5- أن يحسن إليها بالنفقة المترتبة عليه أن قرر القاضي لها نفقة - بحيث لا يؤخر نفقتها عن موعدها ولا ينقصها.
6- أن يحسن إليها برؤية أولادها إن كانوا عنده .
7- أن يحسن إليها بعدم ذكر سبب الطلاق بينهما أمام الناس .
- عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ امْرَأَةَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ مَا أَعْتِبُ عَلَيْهِ فِي خُلُقٍ وَلا دِينٍ ، وَلَكِنِّي أَكْرَهُ الْكُفْرَ فِي الْإِسْلَامِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (أَتَرُدِّينَ عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اقْبَلْ الْحَدِيقَةَ وَطَلِّقْهَا تَطْلِيقَةً) أخرجه البخاري .
- فمن خلال هذا الحديث نرى أن زوجة ثابت بن قيس لم تعب على زوجها خلقاً ولا دين رغم طلبها الطلاق منه أو ما يسمى بالخلع .
- ولقد تتبعت آيات الطلاق فوجدت أن كلمة (معروف) وردت إحدى عشرة مرة !!! ليعطينا الله تعالى درساً أن يبقى المعروف هو الحكم بين الزوجين وهو السائد بينهما حتى ولو حصل الطلاق البائن بينونة كبرى .
- وأسوق هنا قصة حصلت في زمن أحد الخلفاء - حيث جيئ بالزوجين ليتم طلاقهما، فقال القاضي للزوجة ارفعي الخمار عن وجهك حتى أراك وأتأكد أنك زوجته ، فقال زوجها : والله لا اسمح لك برؤية وجهها مادامت على ذمتي!!! فعندما رأت الزوجة غيرة زوجها عليها في آخر لحظة من زواجهما رغم أنها هي من تريد الطلاق ، قالت : ايها القاضي أنا لا أريد أن أتطلق من زوجي !!!