الختان: هو من سنة الأنبياء جميعهم، ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (اختتن إبراهيم وهو ابن ثمانين بالقدوم. واستمر الختان بعد إبراهيم في الرسل وأتباعهم حتى في المسيح فإنه اختتن، والنصارى تقر بذلك ولا تجحده) متفق عليه.
- حتى عند اليهود الختان مشروع، فقد أمرت التوراة به - حيث جاء في سفر التكوين: "هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم، وبين نسلك من بعدك، يختن كل ذكر"، وهو مأمور به وكذلك ورد الختان في الإنجيل: فقد ورد ذكر الختان في إنجيل برنابا: "أجاب يسوع: الحق أقول لكم إن الكلب أفضل من رجل غير مختون".
- والختان أمر فطري وهو من سنن الفطرة - فالإنسان السوي والمستقيم يختتن - ولو لم يكن هناك شريعة تأمره بذلك، ولا خلاف بين العلماء المسلمين في مشروعية الختان، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الفطرة خمس: الختان، والاستحداد، وقص الشارب، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط) متفق عليه.
- وقد اختلف الفقهاء المسلمين في حكمه هل هو واجب أم سنة؟
1- فذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة وغيرهم بأن الختان واجب
2- قول الإمام مالك: "من لم يختتن، لم تجز إمامته ولم تقبل شهادته"
3- أما الأحناف: فقالوا هو ليس بواجب بل هو سنة.
- أما إذا كان الرجل كبيراً في السن وأسلم حديثاً وخاف على نفسه من الختان بحيث يمكن أن يترتب عليه ضرر بدني سقط عنه الختان، وذلك قياساً على الغسل والوضوء بسقوطهما إذا خاف على نفسه الضرر - فهذا من باب أولى أن يسقط، أما إذا أمن على نفسه لزمه أن يختتن.
- وفي عصرنا والحمد لله يقوم بهذه المهمة أطباء مختصون ولا يترتب على فعله ضرر، بل إن فعله يحقق كثير من الفوائد الطبية، وهذا ما جعل الأطباء في أمريكا ينادون بضرورة إجراء الختان روتينياً عند كل مولود، فقد كتب البروفسور Wisewell وهو رئيس قسم أمراض الوليدين في المستشفى العسكري بواشنطن مقالاً في مجلة American Family Physicion في عدد آذار (مارس) 1990 جاء فيه: لقد كنت في عام 1975 من أشد أعداء الختان، وقد شاركت في الجهود التي بذلت حينئذ للإقلال من نسبة الختان، إلا أنه في بداية الثمانينات أظهرت الدراسات العلمية ازدياداً في نسبة التهاب المجاري البولية عند الأطفال غير المختونين، ومع ذلك فلم أكن أقترح آنئذ جعل الختان روتينياً، ولكن وبعد تمحيص دقيق وإجراء دراسة موضوعية للأبحاث والدراسات التي نشرت في المجلات الطبية عن الختان، فقد وصلت إلى نتيجة مخالفة وأصبحت من أنصار جعل الختان أمراً روتينياً يجري عند كل طفل.
- ومن الفوائد الطبية الثابتة للختان:
1- القضاء على التهابات الأجهزة التناسلية أنه قد ثبت علميا بأن المفرزات البيضاء التي تتجمع بين القلفة والحشفة تسبب التهاباً مستمراً لجلد القضيب وفي عنق الرحم عند المرأة بعد أن تصبح زوجاً لمن لم يختتن، ينجم عن هذا الالتهاب أمراض في القضيب وفي عنق الرحم عند الزوجة كالسرطان، لذا فإن نسبة سرطان عنق الرحم بين نساء المسلمين منخفضة جداً إذا ما قورنت بنسبتها بين الغربيين وغيرهم، أما سرطان القضيب فإنه من النادر جداً بين المسلمين، نشرت المجلة الطبية البريطانية B.M.J عام 1987 مقالاً عن هذا المرض جاء فيه: إن سرطان القضيب نادر جداً عند اليهود، وفي البلدان الإسلامية حيث يجري الختان.
2- إن بقاء القلفة يسبب إنتانات والتهابات متكررة للقلفة والحشفة، مما قد يؤدي تضييق هذه المنطقة، وكذلك تضيق فوهة الإحليل فيشكو الذكر من آلام وصعوبات أثناء التبول، وعملية الختان تحمي الذكر من هذه الإصابات والمضاعفات التي تنجم عنها كاحتباس البول واحتقان المثانة والحالبين والكليتين والتهابهما أو غير ذلك من المضاعفات.
- وهذا يدل على الإسلام هو دين النظافة الحسية والمعنوية، وجاء بتعاليم تضمن للإنسان صحته قوياً بعيداً عن الأمراض قدر المستطاع، وفقاً لقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) سورة الأنفال (24)
- ولمزيد من الاطلاع على هذا الموضوع أنصحك بقراءة كتاب "أسرار الختان تتجلى في الطب الحديث" للدكتور. حسان شمسي باشا.