أحاط الإسلام الاستثمار بمجموعة من المبادئ والقيم الأخلاقية بالمقام الأول، وذلك تهذيباً للنفس الانسانية، وتنظيماً للدولة الإسلامية وإعانة على إعمار الأرض بأفضل طريقة.
ومن بعض هذه المبادئ، أذكر لك التالي:
1- التشجيع على الإدخار وتحريم الاكتناز، حيث أن الادخار يعتبر الخطوة الأولى للاستثمار، وهنا ينبغي التفريق بين الادخار الذي حث عليه الاسلام وبين الاكتناز غير المشرّع، حيث انهما يختلفان من ناحة المدلول الاقتصادي لا اللغوي، وذلك أن الاكتناز الذي هو تجميد المال وتجميعه دوناستغلاله بطريقة مفيدة التي تخدم المجتمع، وهو ما يقلل إتاحة فرص عمل مثلاً، وتجميد المال دون استغلاله يقلل معدل الاستفادة منهو يقلل معدل الانتاج. ولذلك أمر الاسلام باستثمار المال المدخر وتنميته بطريقة تفيد المجتمع.
2- تشجيع الإسلام على الانفاق ونبذ البخل، وهناك ينبغي التفريق بين الانفاق الذي حث عليه الإسلام وبين الاستهلاك المنهي عنه، حيث أن الانفاق ينبغي أن يكون بما فيه منفعة للآخرين أيضاً، كالصدقة والزكاة ومساعدة المحتاجين، فهمو سبيل لنيل عظيم الأجر من الله تعالى. وقد حرم الإسلام البخل الذي يعتبر مرضاً اجتماعياً يؤثر على الاستهلاك الضروري وبالتالي يؤثر على العملية الاستثمارية، لأن البخيل يحرم نفسه والآخرين من الاستفادة من المال.
وباختصار، فإن الاستثمار قائم على مبادئ الشريعة من حيث مراعاة الأحكام الشرعية من ناحية الحلال والحرام، والنظر إلى الفائدة الاجتماعية وعدم ضررها.
وهنا أذكر لك مجموعة من الأدلة الشرعية التي تدل على الاستثمار والتجارة في الإسلام.
قال الله تعالى في سورة الجمعة:" فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" الآية 10.
وقال عز وجل في سورة النساء:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا" الآية 29.
وفي هذه الآيات دليل على أهمية السعي في طلب الرزق، والتصرف بالأموال واستثمارها بما هو حلال، وتبيين لطريقة الاسثمار التي تخالف الربا المحرم.
254 مشاهدة
