ما هي ماهية عبادة الجن المسلم

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٨ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 الجن مكلفون بالشرائع كالإنس، وقد خلقهم الله تعالى للعبادة، فهم مأمورون ومنهيون،

قال الله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) سورة الذاريات آية: 56.

- فقد ثبت بالقرآن الكريم والسنة النبوية بأن الجن مكلفون بعبادة الله تعالى وبالإيمان وبالشرائع.

وأن الله تعالى قد بعث النبي صلى الله عليه وسلم إليهـم كما بعث إلى الإنس، وأن هناك من الجن ما هو مؤمن ومنه ما هو كافر، وأن منهم الصالح والطالح،

- والدليل على أن فيهم المسلم والكافر، والصالح والطالح هو قوله تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا) سورة الجن آية: 11.

-وقال تعالى: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ). سورة الأنعام: 130.

- وفي سورة الأحقاف نرى بأن الله عز وجل قد قص علينا نبأهم فقال سبحانه: (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ* قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ* يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) الآيات 29 - 31،

-وهذه الآيات كانت صريحة وواضحة في أن من أجاب الداعي وآمن بالله جوزي بمغفرة الذنوب والإجارة من العذاب، وهذا يستلزم دخول الجنة يقينًا، لأنه ليس في الآخرة إلا الجنة أو النار، فمن أجير من النار دخل الجنة.

- فالذي ثبت في الدين بأن الجن مخاطبون كما خوطب به الإنس من العبادات والشرائع إلا ما استثني مما سكت عنه الشرع ولم نعلمه.

- فالجن له عالمه الخاص بهم فلهم أشياء تخصهم لا نعلمها، والنبي صلى الله عليه وسلم كان قد اجتمع بهم وبلغهم أشياء عليه الصلاة والسلام،

-فالثابت بأنهم مكلفون بما كلف به الإنس من صلاة وغيرها، إلا ما استثناه الشارع في حقهم مما لا نعلم، فالله تعالى قد خصهم وكلفهم بعبادات وبأمور لا نعلمها، والله تعالى وحده الذي سيحاسبهم وسيسألهم عنه جل وعلا، 

- فالجن مسئولون ومكلفون بالعبادة كالصلاة والصيام والحج وغيرها من العبادات ولكن لا ندري عن كيفية أدائهم للعبادات وللتكاليف الواجبة عليهم؛ فلا نعلم كيفية صلاتهم أو حجهم أو طريقة ذكرهم فهذا سكت عنه الشرع 

فعالم الجن لهم طبيعة وخلقة تختلف عن طبيعة الإنس وخلقتهم، فهم مكلفون بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، وموعودون بالجنة أو النار. 
 
-فمن أطاع الله منهم فهو في الجنة ومن عصى الله فهو في النار كما قال الله تعالى في كتابه (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا *وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا) سورة الجن: 14-15

فالجن كالإنس فيهم الصالحون وفيهم المبتدعة، وفيهم الكفار وفيهم الفاسق.

-والجن مكلفون بما كلفنا به وعليهم أن يطيعوا ويؤدوا ما أوجب الله عليهم، فمن قصر منهم فله حكم المقصرين من كفر أو عصيان، إن كان كفراً فكفر، وإن كان عصياناً فعصيان.

-وهناك أقوال من أهل العلم بأنهم قالوا: ليس للجن ثواب في الآخرة إلاّ أنهم يجارون من عذاب النار ثم يقال لهم: كونوا تراباً مثل البهائم، 

-وقال القرطبي: إنهم كما يعاقبون في الإساءة يجازون في الإحسان مثل الإنس، وإليه ذهب مالك والشافعي وابن أبي ليلى، وقد قال الضحاك: الجن يدخلون الجنة ويأكلون ويشربون،

وقد استدل القرطبي رحمه الله في مواضع من تفسيره أنهم يدخلون الجنة كالإنس ومن ذلك قوله تعالى عن الحور العين في الجنة: (فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ) الرحمن: 56.

والله أعلم.