ما هي لامية العجم ومن كاتبها ولماذا سميت بهذا الاسم

1 إجابات
profile/سارة-المجالي-1
سارة المجالي
بكالوريوس في آداب اللغة العربية (٢٠١٧-حالياً)
.
٢٥ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
نظم الشاعر مؤيد الدين الطغرائي، الذي عاش ما بين القرنين 11 و 12 قصيدته التي عرفت باسم لامية العجم، والتي يصف فيها حاله ويشكو زمانه، فقد عارض فيها قصيدة لامية العرب للشنفرى، أحد شعراء الصعاليك الذين عرفوا بالجاهلية.

يبتدأ الشاعر بمدح نفسه، وذلك بذكر أنه يتمتع بسدادة الرأي وقدر من الحكمة، مما ساعد في حمايته من الوقوع في الخطأ، فاتخذ من الفضيلة حلية يتزين بها، إذ يقول:

أصـالةُ الـرأي صـانتْنِي عـن الخَـطَلِ
وحِلـيةُ الفـضلِ زانتنـي لـدَى العَـطَلِ

بدا الشاعر في هذه القصيدة حريصا على مكارم الأخلاق والسمات الحسنة، موظفا المحسنات البديعية كالجناس والطباق لإيصال فكرته، وتظهر الأبيات مدى وحدته بأسلوب فني يميل إلى استعطاف القارئ.

ويسهب الشاعر بالشكوى من وحدته وعزلته في الغربة، فهو بعيد عن أحبابه، وهو في غربته كالسيف إذا جرد من غمده، خالي من النقوش، فهذه الغربة قاسية إلى حد كبير وقد ضاقت الدنيا بما رحبت، فلا صديقا يشاركه همومه ويفرح قلبه، ولا أنيسا يخفف عنه، إذ يقول:

طـالَ اغتـرابيَ حتـى حـنَّ راحـلتي
ورحُـلها وقـرَى الـعَسَّـالةِ الـذُّبـلِ

يظهر الشاعر شوقه وحنينه بأسلوب التحسر على ناقته عندما يرحل معها في السفر، ويبالغ في تصوير هذا الحنين والشوق إلى دياره، فبات صوت اللوم والعذل يزعجه ويوجعه كثيرا، فالغربة تقيد سعادته وعيشه، فهو فقير فيها ومحرج من نفسه بسببها، ويتمنى كثيرا الراحة فيها.

بعد ذلك يعود الشاعر إلى مدح نفسه، فهو إلى جانب إنه شجاع وقوي يمتلك حس المرح والفكاهة، لكنه في الوقت ذاته شخصية صارمة وقت الجد، إضافة إلى ذلك كله يصف نفسه بأنه نبيه، ويتابع بعد ذلك بوصف رحلته ويقص الحكايا مع قوم من بني ثعل، كانوا يقيمون في وادي قرب الجبل، حيث قام رماتهم بحمايته عند حلول الليل، ويصف شجاعتهم، إذ يقول:

يحـمونَ بالبِيـض والسُّمْـرِ اللـدانِ بهـمْ
سـودَ الغـدائرِ حُـمْـرَ الحَلْـي والحُـلَـلِ

بعد ذلك يبدأ الشاعر بمخاطبة صديقه في السفر، لينتقل لاحقا غلى الغزل فيتغنى بمحبوبته واصفا جمالها الذي يعد خطرا، فهذا الأمر يجعلها تكث في مكان حصين، إذ يقول:

قـد زادَ طـيبَ أحـاديثِ الكـرامِ بـها
ما بـالكرائمِ مـن جُـبنٍ ومـن بُـخُلِ

ينتقل لاحقا إلى المزج بين مدح الرجال ونسائهم بأسلوب بليغ، ليعود لوصف حنينه وشوقه، وبعد ذلك ينتقل للحديث عن ما تعلمه من الحياة، بأبيات من الحكمة، ويقدم مجموعة من النصائح لتحقيق الهدف والعيش بسلام في هذه الحياة، حتى يصل إلى مرحلة يشكو فيها ضعف حظه رغم إصراره على عدم اليأس، إذ يقول:

أعلِّـلُ الـنفس بـالآمـالِ أرقُـبُـها
مـا أضـيقَ الـعيشَ لـولا فسـحةُ الأمَـلِ

يتابع الشاعر قصيدته بين مشاعر التحسر على زمانه ومشاعر الفخر بنفسه، ومحاولته لتجاوز اليأس الذي يسيطر عليه، بالرغم من كل ما لاقاه من غدر وظلم.

يختم الشاعر بأبيات يقدم فيها ملخص نظرته للحياة، إذ تظهر حكمته محاولا نقل خبرته، إذ يقول:

ويـا خبيـراً علـى الإسـرار مـطلعاً
اصمـتْ ففـي الصـمت مـنجاةٌ من الـزلل

قـد رشـحوك لأمـرٍ إن فـطٍنتَ لـه
فـاربأ بنفسـك أن تـرعى مـع الـهملِ