لقد تزوج الصحابي سلمان الفارسي رضي الله عنه امرأة من قبيلة كندة. وكان يكنى (أبا عبد الله) وكان له ثلاثاً من البنات.
وليس هنالك ما يمنع شرعًا من أن يتكنى الرجل أو المرأة ولو لم يكن له ولد أصلاً أو ليس له ولد بهذا الاسم الذي تكنى به ،
- وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت: يا رسول الله كل صواحبي لهن كنى قال: " فاكتني بابنك عبد الله يعني ابن أختها" أخرجه أبو داود
- وكان دور الصحابي سلمان الفارسي - رضي الله عنه- في غزوة الخندق (الأحزاب) أن قدّم اقتراحاً للنبي صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق حول المدينة المنورة وذلك بعد مشورة النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة عندما قال أشيروا عليّ.
- حيث قال للنبي صلى الله عليه وسلم: (إنا كنا بأرض فارس إذا حوصرنا خندقنا علينا)، ولم تكن العرب تعرف حفر الخنادق من قبل ذلك التاريخ.
- فاستجاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى مشورة سليمان الفارسي وباشر الصحابة بحفر الخندق والرسول صلى الله عليه وسلم معهم - وكان ذلك في الجهة الشمالية للمدينة المنورة.
- وكان هذا الاقتراح الرائع من الصحابي العظيم سلمان الفارسي - رضي الله عنه - سبباً في عدم قدرة جيش قريش ومن تحزّب معها من المنافقين واليهود على اقتحام المدينة المنورة، وبالتالي كان هذا الخندق من أحد الأسباب الكبرى في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام والجيش الإسلامي في هذه المعركة.
ومن المواقف في حياة الصحابي سلمان الفارسي:
1- عن أبي هريرة، قال: كنا جلوسًا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نزلت عليه سورة الجمعة، فلما قرأ: ﴿ وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ﴾ [الجمعة: 3] قال رجل: مَن هؤلاء يا رسول الله؟ فلم يراجعه النبي صلى الله عليه وسلم حتى سأله مرة أو مرتين أو ثلاثًا، قال: وفينا سلمان الفارسي، قال: فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على سلمان، ثم قال: (لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال من هؤلاء).
2- وعن أبي البختري أن جيشًا من جيوش المسلمين كان أميرهم سلمان الفارسي حاصروا قصرًا من قصور فارس، فقالوا: يا أبا عبد الله، ألا ننهد إليهم؟ قال: دعوني أدعهم كما سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوهم، فأتاهم سلمان، فقال لهم: (إنما أنا رجل منكم فارسي، ترون العرب يطيعونني، فإن أسلمتم فلكم مثل الذي لنا وعليكم مثل الذي علينا، وإن أبيتم إلا دينَكم تركناكم عليه وأعطونا الجزية عن يد وأنتم صاغرون)، قال: ورطن إليهم بالفارسية، (وأنتم غير محمودين، وإن أبيتم نابذناكم على سواء)، قالوا: ما نحن بالذي نعطي الجزية، ولكنا نقاتلكم، فقالوا: يا أبا عبد الله، ألا ننهد إليهم؟ قال: لا، فدعاهم ثلاثة أيام إلى مثل هذا، ثم قال: انهدوا إليهم، قال: فنهدنا إليهم، ففتحنا ذلك القصر.
3- ولقد آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان الفارسي وبين أبا الدرداء ، فقام سلمان الفارسي يوماً بزيارة بيت أخيه في الإسلام سلمان الفارسي أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء مُتَبَذِّلَةً في هيئة رثّة فقال لها: ما شأنك؟ فقالت: إن أخاك أبا الدرداء ليست له حاجة في الدنيا. قال: فلما جاء أبو الدرداء فصنع له طعامًا، فقال: كُلْ؛ فإني صائم. قال: ما أنا بآكل حتى تأكل. قال: فأكل، فلما كان الليل ذهب ابو الدرداء ليقوم الليل، فقال له سلمان الفارسي: نَمْ. فنام، فلما كان من آخر الليل، قال له سلمان الفارسي r: قم الآن. فقاما فصليا، فقال: "إن لنفسك عليك حقًّا، ولربك عليك حقًّا، وإن لضيفك عليك حقًّا، وإن لأهلك عليك حقًّا، فأعطِ كل ذي حق حقه". فأتى النبي فذكر ذلك له، فقال : "صدق سلمان".