ما هي قصة حديث (فضح الله الماعز فقد كشف موقعنا) وما هي درجة صحته

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٩ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 هذه القصة غير صحيحة بل مكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم، هي من الحكايات والخرافات والخزعبلات، د تكون من روايات الشيعة أو من الإسرائيليات،
وهذه القصة تقول كما زعموا:

 أنه يُحكى أنَّ النّبيّ انسحب مع جمع من أصحابه بعد أن خسروا  معركةً كانت الكفة فيها راجحةً لمصلحة الأعداء، فاختبأ الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه - رضوان الله عليهم - في قطيع ماعز فهربت الماعز وتفرّقت عنهم في كلّ اتجاه، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم "فضحَ الله الماعز فقد كشف موقعنا"،
ثم أشار إلى أصحابه باللجوء إلى قطيع الغنم فاختبؤوا بين الأغنام فانضمت هذه إلى بعضها بعضاً لتخفيهم عن الأنظار حتى فاتهم الطلب فقال الرسول "سترَ الله الغنم كما سترنا" ولهذا كانت الماعز مكشوفة الحياء والغنم مستورة».

- فليس من أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم الذي جاء رحمة للعالمين ورحمة للحيوان والطير والنبات، كان أشد حياء من العذراء في خدرها، وقد أوتي جوامع الكلم، ووصفه الله تعالى بأنه كان على خلق عظيم، وعندما سألوا التابعين عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم أجابت: خلقه القرآن!!!

كما أن النبي
صلى الله عليه وسلم  لم يدعوا  لا على الماعز ولا على أي أحد من الخلق فإنه   لم يكن  لعانا ولا سبابا بل كان رحمة للعالمين رغم كل الإيذاء الذي تعرض له وإن من شروط الدعاء التي علمناها النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يدعو لا بقطيعة رحم ولا بإثم فكيف له أن يدعوا على حيوانات لا تعقل؟؟

- فمن كانت هذه صفاته ومميزاته أيعقل أن يتلفظ بكلام فيه بذاءة على حيوان ليس له حول ولا قوة بكلمة (فضح الله الماعز)؟
 
  وإذا تأمل المسلم ما لاقاه  النبي صلى الله عليه وسلم من أذى السفهاء له في الطائف وعندما كان الدم يسيل من قدميه،  فما كان من النبي عليه الصلاة والسلام إلا أن يلجأ إلى الله -تعالى- بالدعاء، فأرسل الله -عز وجل- جبريل -عليه السلام- يقول له: (إنَّ اللَّهَ قدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وما رَدُّوا عَلَيْكَ، وقدْ بَعَثَ إلَيْكَ مَلَكَ الجِبالِ لِتَأْمُرَهُ بما شِئْتَ فيهم، فَنادانِي مَلَكُ الجِبالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قالَ: يا مُحَمَّدُ، فقالَ، ذلكَ فِيما شِئْتَ، إنْ شِئْتَ أنْ أُطْبِقَ عليهمُ الأخْشَبَيْنِ؟ فقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بَلْ أرْجُو أنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِن أصْلابِهِمْ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ وحْدَهُ، لا يُشْرِكُ به شيئًا)، رواه البخاري  
على الرغم بأن  تلك الأيام كانت من أشد الأيام التي مر بها النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم يدع عليهم  بل دعا لهم بالهداية.