بدأت قصة حب من بين ملايين القصص عن شاب فلسطيني غسان كنعان الذي بدأت قصته في الستينات مع غادة السمان الأدبية السورية حين التقيا في جامعة دمشق وبعد لقائهم هذا جمعت الأقدار بينهما مرة أخرى عن طريق مصادفته لها في الحفلات المسائية حيث قال لها غسان "مالك تبدين كطفلة ريفية تدخل المدينة أول مرة؟!"
منذ لقائهما ذاك تطورت العلاقة بينهما وبدأ نشوء علامات الحب الذي لا يسبق له مثيل لهما.
وكانا يتبادلان الرسائل الودية والمليئة بالحب والشوق والتي استمرت طيلة حياتهما وتعاهدا أن لا يفرقهما شيء سوى الموت وفعليا بقيت غادة على عهدها بعدما توفي غسان من قبل حادث اغتيال على يد الموساد الصهيوني وأيضا أصدرت غادة كتاب عن رسائلهما التي نشرته في ذكرى وفتله وأسمتع رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان ليبقى شاهد لهم وعلى قصتهم أبد الدهر.
وأصبح الكتاب من أشهر الكتب الأدبية في الوطن العربي ولكن لم تستطع نشر الكثير من الرسائل بسبب حرق بعضها بسبب حريق تعرضت له في منزلها ببيروت في عام 1968.
ضم الكتاب اثنتا عشرة رسالة من غسان إلى غادة والتي كانت تضم الكثير من المشاعر من حب واشتياق وعتاب رقيق بسبب المحبة.
حيث كانت أول رسائل غسان لغادة قائلا فيها:"إنني أحبك.. الآن أحسها بشكل عميق أكثر من أي وقت مضى، الآن أحس هذه الكلمة التي وسخوها، كما قلت لي والتي شعرت بأن علي بأن أبذل كل ما في طاقة الرجل أن يبذل كي لا أوسخها بدوري".
ورسالة أخرى حين شكى فيها قائلا:"عزيزتي غادة.. مرهق إلى أقصى حد ولكنك أمامي هذه الصورة الرائعة التي تذكرني بأشياء كثيرة عيناك وشفتاك وملامح التحفز التي تعمل في بدني مثلما تعمل ضربة على عظم الساق، حين يبدأ الألم في التراجع، سعادة الألم التي لا نظير لها".
ورسالة إفقاد واشتياقه لها بشدة قائلا: "أفتقدك يا جهنم، يا سماء، يا بحر أفتقدك إلى حد الجنون.. إلى حد أضع صورتك أمام عيني وأحبس أنفاسي كي أراك.. عرفت كثيرا أية سعادة أفتقد إذ لا أكون معك، لقد تبقت كرات صغيرة من الصوف الأصفر على بذلتي، تشبثت بي مثلما أنا بك".