إن هذا السؤال يحمل في طياته العديد من الأجوبة التي تمثل مقدمة لنزعات فلسفية تحمل مختلف التصورات، والأفكار التي تشكل منهجاً لحياة الإنسان الذي بوسعه أن يعكس رؤيته و يجعله يشعر بقيمة الحياة، و يضعه في بداية الطريق لتمكنه من ترك بصمة في العالم.
لذلك يمكننا أن نقسم البشر لنوعين نوع يملك فلسفته الخاصة و نهجه الذي يجعل حياته تتسم بالمعرفة و الأمل، و نوع يعيش على هامش الكون لا يملك القدرة على التعمق بتفاصيل الحياة التي تجعل منه شخصية رئيسية على مسرح التاريخ ، بل يقضي حياته خلف الكواليس بلا فلسفة عميقة، ومنتجة تجعل من اسمه كلمة تترأس صفحات التاريخ.
و يمكنني ان اصف فلسفتي بإختصار، بل انني أستطيع أن ألخصها بكلمات تحمل جزءا من المبادئ التي تسير على نهجها و لعل من أبرزها:
“اذهب حيث يرتاح قلبك، اذهب حيث ترغب أنت حيث تشعر بالأمان والاطمئنان، لا تأخذ اتجاه مجبرا عليه، فكن جزء من شئ يعجبك انت وإن كنت فيه وحدك.”
لعل تلك الكلمات تعكس فلسفتي بالحياة، بل انها تصف طريقة تعاطي ذاتي مع العالم الذي حولي و تفسر مدى أهمية أن ننظر للأشياء بعين قلوبنا، فبرأيي ان عين القلب لا تكذب بل ترينا الأشياء على حقيقتها، وتأخذنا إلى الإتجاه المناسب لأرواحنا الذي يشعرنا بالأمان حتى و ان كنا نسير به وحدنا.
ولعل احدى التجارب الذي مرت بحياتي جعلتني افكر اكثر في هذا السؤال واتسأل ما هو السبب الذي يجعلنا نحدد فلسفتنا الخاصة وكيف أننا نصقل تلك الفلسفة و نغير تفاصيلها لكننا لا نستطيع تغيير جوهرها، فنحن خلقنا في هذه الحياة وتعلمنا ان نسير نحو اقدارنا و نقتنص الفرص التي امامنا بدون ان نكترث للعثرات التي تفاجئ خطواتنا و ترمي ارواحنا في غياهب الظلام، مع هذه المفاجأت تحددت فلسفتنا و كلما مررنا داخل حفر أعمق كلما صقلنا هذه الفلسفة و غيرنا هيكلها مع التزامنا بجوهرها.
ولعل جوهر فلسفتي يتجسد بإتباع مسار قلبي الذي يفتح عيون روحي نحو حقيقة الأشياء، حتى وإن كانت تخالف المألوف، فكل خير يأتي من داخلك حتى ولو كان طريقه مغطى بأشواك الواقع، لذلك يمكنني أن أصف جوهر فلسفتي بأنه البوصلة التي توجه روحي في الحياة و تمنحني الفرصة للنجاة من جبال الواقع التي تعترض طريق سفينة قدري.