ما هي علة تحريم ضرب الكؤوس ببعضها كما يفعل شاربو الخمر وهل صحيح أنه يحرم ما فيها ولو كان مباحا

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
الفقه وأصوله
.
١٤ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
علة التحريم هي لما في ذلك من التشبه بالفسقة وأهل الفجور والمعصية وهذا محرم لأن من تشبه بقوم فهو منهم، أما ما فيها من شراب فالصحيح أنه لا يحرم إذا كان مباحاً لكن يحرم الفعل نفسه.

فقد جاء في الحديث عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
 (من تشبه بقوم فهو منهم).

والواجب على المسلم إنكار المنكرات لا التشبه بأهلها ومضارعتهم في أفعالهم ولو على سبيل الدعابة والمزح، لأن معصية الله ليست مما يستهزئ به ويلعب بها.

وأقل درجات إنكار المنكر هو إنكاره في القلب والإنكار القلبي يقتضي بغض المنكر وتمعر الوجه لرؤيته وهجر أهله إن أمكن، فهذا مقتضى تعظيم الله ومحبته ومحبة ما يحب الله وبغض ما يبغض الله ويسخطه، والتشبه بأهل المنكر في هيئتهم وطريقتهم وحالهم يتناقض مع كل ذلك.

فهو يتناقض مع محبة الله المحبة الواجبة الكاملة ويتناقض مع إنكار المنكر بالقلب الإنكار الصحيح.

والخمر من المنكرات التي حرمت بنص القرآن والسنة وإجماع الأمة وشرع الحد على شاربها، وتوعد مدمن شربها بعدم دخول الجنة، وشاربها يذهب عقله فيفقد ميزة الآدمية، فأي فضيلة فيها وأي خير فيها ليتشبه بشاربها.

والحقيقة أن الإعلام الفاسق صور لنا ما تسمى بالطبقة الراقية أو المثقفة أنها ممن يشرب الخمر ويتعاطاها متابعة للغرب وتقليداً لهم، وكثرت مثل هذه الصور في أفلامهم التي صدورها ويتابعها المسلمون للأسف، فصرت ترى بعضنا يريد تقليدهم ولو بمسألة ضرب الكؤوس!

أما ما حكم ما في هذه الكؤوس من شراب مباح، فالحديث المنتشر أنه إذا ضربت الكؤوس فقد حرم ما فيها لا أصل له، لذلك يبقى الشراب المباح مباحاً على الصحيح.

وإن كان بعض العلماء قالوا إذا تخي الشارب أنه يشرب خمراً وصور ذلك لنفسه فيحرم عليه الشرب وإن كان الشراب مباحاً، لأنه الآن يصور لنفسه الإقدام على المعصية ويفتخر بذلك ويصر عليه ففعله هذا معصية فحرم عليه الشرب.

والله أعلم