ما هي علة تحريم صوم أيام العيد للمسلمين

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
الفقه وأصوله
.
١٣ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 أولاً: عليك أن تعلم أنه يحرم صيام يوم عيد الفطر وعيد الأضحى بالإجماع، كما ويحرم صيام أيام التشريق الثلاثة على الصحيح إلا للحاج الذي لم يجد الهدي.

والدليل على تحريم صيام يومي الفطر والأضحى أحاديث منها حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ صِيَامِ يَوْمَيْنِ، يَوْمِ الْفِطْرِ، وَيَوْمِ النَّحْرِ
(متفق عليه).

أما الدليل على تحريم صيام أيام التشريق حديث (أيام منى أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى) (رواه مسلم)

وحديث سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا سَعْدُ، قُمْ فَأَذِّنْ بِمِنًى إِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَلا صَوْمَ فِيهَا» (رواه أحمد بسند صحيح).

والدليل على ترخيص صيامه للحاج الذي لم يجد الهدي حديث عائشة وابن عمر رضي الله عنهما: " لم يرخص في صيام أيام التشريق إلا لمن لم يجد الهدي" (رواه البخاري).

ثانياً: أما الحكمة من منع صيام هذه الأيام:


- فبالنسبة لعيد الفطر: حرم صومه ليظهر الفصل بين صيام شهر رمضان وسائر الصيام فلا يتصل شهر رمضان بغيره من الشهور، فيكون في ذلك ذريعة للزيادة على الفريضة التي فرضها الله أو التغيير فيها، فتكون رهبانية كرهبانية النصارى، فأوجب الله فطر يوم عيد الفطر ليظهر هذا التميز لشهر رمضان.

ومن هنا كان من سنن عيد الفطر الأكل قبل الخروج إلى صلاة العيد لتظهر هذا الحكمة.

- وبالنسبة لعيد الأضحى وأيام التشريق:
فهذه الأيام شرع الله فيها شعيرة عظيمة وهي شعيرة الأضحية لغير الحاج والهدي للحاج، وهذه الضحايا تقرب إلى الله، ومن شعيرة الله الأكل من هذه الأضحية والنسك وتوزيعها وإهداءها للناس والفقراء، ولا يتناسب الصيام مع مثل هذه الشعيرة، لأن ذلك كأنه إعراض عن ضيافة الله لعباده وكرمه عليهم.

- وهناك حكمة تجمع العيدين
: وهي أن الصيام في هذه الأيام التي هي أعياد المسلمين الشرعية يتنافى مع ما أمرنا الله فيها من إظهار الفرح والسرور والتوسعة على العيال، وصلة الرحم والزيارات، بينما الصائم مشغول بنفسه متعب، والإسلام يريد أن يظهر المسلم الفرح في هذين اليومين إظهاراً لشكر الله على النعمة وفرحاً بما أتم على عباده من نعمة الصيام أو الحج أو الطاعة.

وهذه الحكم تظهر من قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما خطب الناس فقال:
"إِنَّ هَذَيْنِ يَوْمَانِ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صِيَامِهِمَا يَوْمُ فِطْرِكُمْ مِنْ صِيَامِكُمْ وَالآخَرُ يَوْمٌ تَأْكُلُونَ فِيهِ مِنْ نُسُكِكُمْ»

فنبه أن عيد الفطر هو يوم الفطر من الصيام فحرم الصيام فيه، بينما يوم الأضحى هو يوم النسك والتضحية يشرع فيه الأكل منها فحرم صيامه أيضا.

والله أعلم