عقيدة الولاء والبراء تتمثل في كلمة التوحيد وهي ( لا إله إلا الله )
- فقولنا ( لا إله ) هو البراء : أي البراء من الشرك والمشركين وكل من خالف أوامر الله ورسوله وما أجمع عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه سلم .
- وقولنا ( إلا الله ) تعني الولاء : أي محبة الله ورسوله وصحابته والمؤمنين وكل من أطاع الله تعالى ورسوله ووقف عند حدود الله تعالى .
1- فالحب في الله تعالى والبغض في الله تعالى هو من مقتضيات الولاء والبراء فكل مؤمن موحد ملتزم للأوامر والنواهي الشرعية ، تجب محبته وموالاته ونصرته . وكل من كان خلاف ذلك وجب التقرب إلى الله تعالى ببغضه ومعاداته وجهاده بالقلب واللسان بحسب القدرة والإمكان ، قال تعالى : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) .
- ويعتبر الولاء والبراء أوثق عرى الإيمان وهو من أعمال القلوب لكن تظهر مقتضياته على اللسان والجوارح ، قال - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الصحيح : ( من أحب لله وأبغض لله ، وأعطى لله ومنع لله ، فقد استكمل الإيمان ) [ أخرجه أبو داود ] .
وعن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله )أخرجه أحمد
2- كما يعتبر موالاة أعداء الله تعالى هي من أقبح الأعمال وتخرج المسلم من دائرة الإيمان إلى دائرة الكفر ! ومن رضى الله تعالى إلى سخطه ! قال تعالى : ( ترى كثيرًا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه اتخذوهم أولياء ولكن كثيرًا منهم فاسقون ) سورة المائدة (80-81) .
- فقضى الله تعالى في كتابه أن من تولى الكافرين قد خرج من الإيمان وأصبح كافراً وواحداً منهم قال تعالى : ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) .
- يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : ( إن تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله يقتضي أن لا يحب إلا لله ، ولا يبغض إلا لله ، ولا يواد إلا لله ، ولا يُعادي إلا لله ، وأن يحب ما أحبه الله ، ويبغض ما أبغضه الله ) .
- وصور موالاة الكفار كثيرة ، منها :
1- مساندتهم في حصار المسلمين وسجنهم وقتلهم وتجويعهم وتعذيبهم وملاحقتهم وذلهم ومضايقتهم والفرح لخسارة المسلمين والحزن والغضب لنصرهم.
2- التشبه بهم في اللباس والكلام .
3- الإقامة في بلادهم ، وعدم الانتقال منها إلا بلاد المسلمين لأجل الفرار بالدين .
4- السفر إلى بلادهم لغرض النزهة ومتعة النفس .
5- اتخاذهم بطانة ومستشارين .
6- التأريخ بتاريخهم خصوصًا التاريخ الذي يعبر عن طقوسهم وأعيادهم كالتاريخ الميلادي .
7- التسمي بأسمائهم .
8- مشاركتهم في أعيادهم أو مساعدتهم في إقامتها أو تهنئتهم بمناسبتها أو حضور إقامتها .
9- مدحهم والإشادة بما هم عليه من المدنية والحضارة ، والإعجاب بأخلاقهم ومهاراتهم دون النظر إلى عقائدهم الباطلة ودينهم الفاسد .
10- الاستغفار لهم والترحم عليهم .
- لذلك كان هناك علاقة قوية بين البراء من المشركين وبين جهادهم في سبيل الله تعالى، فكيف يكون جهاد الكفار مع موالاتهم في نفس الوقت !!!
- ولهذا نجد النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم كانت لهم مواقف مشرفة في عقيدة الولاء والبراء والجهاد في سبيل الله تعالى ومن تلك المواقف :
1- عندما نقض يهود بني قينقاع العهد وقاموا بتعرية المرأة المسلمة في سوقهم ونتج عنها قتل ذلك اليهودي ثم قتل المسلم الذي قتله من قبل اليهود ، فكان القرار الصارم الجازم القوي من النبي صلى الله عليه وسلم : ( والله لا يجاورنا فيها ( أي المدينة ) بعد اليوم) !!! وقام بإجلائهم عنها فوراً .
2- موقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه في صلح الحديبية عندما رفض سهيل بن عمير أن يكتب في الصلح اسم محمد رسول الله ، وكتب فقط هذا ما تصالح عليه سهيل بن عمرو ومحمد بن عبدالله !ن ورفضت قريش دخول المسلمين مكة المكرمة ، جاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم غاضباً وقال له : أولسنا على الحق يا رسول الله ؟ قال رسول الله : بلى ، فقال عمر : أوليسوا هم على الباطل ، فقال رسول الله : بلى ، فقال عمر : إذن لماذا نعطي الدنيّة في ديننا ؟؟؟!!! فقال رسول الله : إنما أنا عبد الله ورسوله . أي أن الله تعالى أمرني بهذا ، ولذلك سماه الله تعالى فتحاً ونصراً ولم يسمسه صلحاً فأنزل سورة الفتح وكان هذا الصلح مقدمة لفتح مكة والذي حصل بالفعل .