الزاني إذا لم يتب قبل ومات وهو مصر على هذه المعصية فإن له عقوبة شديدة في قبره وفي الآخرة نسأل الله العافية.
فقد جاء في الحديث أن عقوبة الزناة في قبورهم أن تكون أرواحهم في فرن من نار أعلاه ضيق وأسفله واسع والنار موقدة تحتهم فيأتيهم من لهبها وحرها ما يحاولن الهروب منه فلا يمكنهم ذلك.
جاء في الحديث عند البخاري في الرؤيا التي رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أتاه رجلان وهما ملكان ور} يا الأنبياء حق، حيث جاء فيها (فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى مِثْلِ التَّنُّورِ قَالَ فَأَحْسِبُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فَإِذَا فِيهِ لَغَطٌ وَأَصْوَاتٌ قَالَ فَاطَّلَعْنَا فِيهِ فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ وَإِذَا هُمْ يَأْتِيهِمْ لَهَبٌ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ فَإِذَا أَتَاهُمْ ذَلِكَ اللَّهَبُ ضَوْضَوْا قَالَ قُلْتُ لَهُمَا مَا هَؤُلَاءِ قَالَ قَالَا لِي انْطَلِقْ....)
وفي آخر الرؤيا لما سألهم عن تفسير ما رأى قالا له (وَأَمَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ الْعُرَاةُ الَّذِينَ فِي مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّورِ فَإِنَّهُمْ الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي).
فهذا العذاب حمله بعض العلماء على عذاب الزناة في حياة البرزخ قبل قيام الساعة.
وقد جاء في عقوبتهم أيضاً أنهم تكون لهم أسوأ ريح وأنتنها، وهذا كأنه معاملة لهم وجزاء وفاقاً بنقيض فعلهم، فلما كانوا يحرصون على طيب رائحتهم في الدنيا ليفتنوا بعضهم البعض كانت عقوبتهم في الآخرة أن تكون لهم أقبح ريح وأنتنها.
جاء في الحديث عند ابن خزيمة عن أبي أمامة رضي الله عنه أن في الرؤيا التي رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثُمَّ انْطَلَقَ بِي، فَإِذَا بِقَوْمٍ أَشَدَّ شَيْءٍ انْتِفَاخًا، وَأَنْتَنِهِ رِيحًا، كَأَنَّ رِيحَهُمُ الْمَرَاحِيضُ، قُلْتُ: مَنْ هَؤُلاَءِ؟ قَالَ: هَؤُلاَءِ الزَّانُونَ وَالزَّوَانِي...) (صححه الألباني).
أما في الآخرة فقد أخبر الله سبحانه أنه يضاعف لهم العذاب يوم القيامة.
أما عقوبتهم في الدنيا فهي الحد المعروف، فإن كان محصناً متزوجاً فهو الرجم بالحجارة حتى الموت، وإن لم يكن محصناً فهو جلده مائة جلدة.
وهذا كله ما يتب فيما بينه وبين الله توبة نصوحاً أو يعفو الله عنه لسبب من أسباب العفو.
والله أعلم.