عقوبة ادعاء علم الغيب في الدنيا والآخرة تختلف بحسب نوع الادعاء وحكم المدعي بناء على ذلك :
1. فإن كان المدعي علم الغيب : يدعي علم غيب مستقبلي مما لا يعلمه إلا الله، كإخباره بحوداث مستقبلية لم تقع بعد، ويستعين على ذلك بالجن ، فهذا كفر بالله .
لأن ادعاء علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله فيه تكذيب لله وكتابه ورسوله في أنه لا يعلم الغيب لا نبي مرسل ولا ملك مقرب ولا يعلمه إلا الله .
وهذا مثل الكاهن والساحر والمنجم .
جاء في الحديث (مَن أتى كاهنًا فصدَّقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم) (رواه أبو داود)
فإذا كان هذا حكم من صدق الكاهن في ادعائه علم الغيب فكيف بالكاهن نفسه !
فمثل هذا يستتاب ثلاثة أيام ليرجع عن كفره وردته وإلا طبق عليه حد الردة ، وقد روي في الحديث (حد الساحر ضربة بالسيف).
أما في الآخرة فإن مات على كفره هذا ولم يتب منه قبل موته فهو خالد مخلد في النار حكمه حكم الكفار، لأن فعله من الشرك الأكبر..
2.وإن كان يدعي علم ما هو موجود كالاستدلال على مكان المفقودات بالأمارات والقرائن أو كان من التطير والعيافة، فهذا من الشرك الأصغر .
ومثل هذا يعزر ويؤدب في الدنيا بما يراه القاضي مناسباً لمثله حتى يرتدع عن فعله ، وهو محروم من قبول أعماله عند الله فلا يرتفع له عمل صالح ولا أجر .
جاء في الحديث (مَن أتى عرَّافًا فسأله عن شيء فصدَّقه، لا تُقبَل له صلاة أربعين يومًا)(رواه مسلم)
فهذا من أتى العراف فكيف بالعراف نفسه !
أما في الآخرة فهؤلاء ما دام لم يزعموا معرفة الغيب المطلق الذي لا يعلمه إلا الله فإنهم لم يقعوا في الكفر الأكبر ،وإنما فعلهم من الكفر الأصغر ، الذي صاحبه تحت مشيئة الله يوم القيامة، إن شاء عذبه وأدخله النار ثم أدخله الجنة وإن شاء عفا عنه إن كان له توحيد و أعمال صالحة يدخل فيها في عداد المسلمين.
والله أعلم