بعد موت الشخص يوضع في التابوت وتجلس النساء حوله يبكين ثم يأتوا الرجال يأخذوه ويسير أهل الميت في مقدمة الناس، كبيرهم أولاً فالأقربون بالتسلسل، كما يسير معهم عميد العشيرة أو الفخذ ( عند الدروز) ويتبعهم سائر أهل المحلة مع قسم من المعزين، فينادون ويعددون، ويحيطون بالجثة من كل الجهات بعد أن تبتعد عنها النساء الباكيات المولولات.
- ومن العادات أيضاً ( صرخة الموت ) فالضجة التي ترافق الجنازة وهي الأقوى بين ضجات المشاهدات فهي صرخة الموت؛ لأن محدثيها أكثر بكثير من محدثي هذه الصرخة. ومما يحصل فيها ممانعة نساء أهل الميت ثم ممانعة رجالها عن الابتعاد عن الميت والتوقف عن الانكباب عليه وممانعتهم في إفساح المجال لوضع الميت في التابوت أو النعش، ويضرب أهل الميت التابوت محاولين تحطيمه وكأنها محاولة لضرب القدر وتحدي الموت.
- كذلك من العادات مرور ارملة ( زوجة ) الميت الحامل حديثاً تحت النعش – والمسيحية تمر تحته ثلاث مرات – لإشعار الجميع أنها حامل من زوجها منعاً للظن فيها مستقبلاً. وأيضاً لتأجيل توزيع الميراث إلى حين وضع الطفل.
- وكذلك من عاداتهم عند وصول الجنازة إلى أرض المقبرة للصلاة عليها، حيث يقف المشاركون في تشييعها في حلقات متراصة تلفت الأنظار، ويبرز المشايخ ورجال الدين بالعمائم البيضاء الناصعة التي يعتمرونها والعبي السوداء التي يلتفّون بها، مما يكسب الموقف الرهيب المزيد من الجلال والوقار الذي يستحقه. ومن المعروف أن هذه المراسم تبدأ بوصول أهل الفقيد إلى المأتم، لاستقبال المعزين والمشيعين الذين يصلون من كل حدب وصوب لتقديم واجب العزاء للعائلة الثكلى ولأخذ الخاطر، وعندما يحين موعد نقل الجنازة إلى المقبرة لمواراتها التراب يوضع النعش كما هو متّبع على متن سيارة يتقدمها الأئمة والمشايخ يهللون ويكبّرون ومن ورائهم جموع المعزين فيما يسير خلف السيارة أهل الفقيد ومعارفه وأقاربه وأصدقاؤها، وتنتهي هذه المرام كما يعرف الجميع بالصلاة على الفقيد
- فمن إكرام الميّت دفنه في التراب ،وهو حق من حقوق المتوفى على أهله وعلى المسلمين ، والحكمة من الدفن أن الجثة بعد موت الإنسان وموت الخلايا لا تقدر على مقاومة الطفيليلات والبكتيريا التحللية، وتبدأ في تحليل الجسم وتخرج الروائح وتنتشر الأمراض .