لا يوجد أي دليل ثابت لا من الكتاب ولا من السنة على صحة صلاة كن فيكون وهذه الصلاة من البدع وقد أحدثها أهل الشيعة.
فقد انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع النت عن صفة تلك الصلاة وأن من صلاها نال حاجته وقضت حوائجه، وهذه الصلاة تصلى في وقت معين ومحدد وصلاة كن فيكون هي من الصلوات التي انتشرت بشكل كبير وكما قلنا هي من البدع.
أما كيفية الشروع فيها كما يزعم أهل الشيعة:
وهي بأن يختلي الإنسان بنفسه بعد صلاة الصبح من يوم الجمعة، فيصلي ركعتي الحاجة ثم يقرأ بعد الحمد في الركعة الأولى من أول سورة الأنعام وحتى (وكنتم عن آياته تستكبرون) الآية 93،
ثم بعدئذ يركع ويسجد ويقوم فيقرأ من الآية (ولقد جئتمونا فرادى) الآية 93 إلى آخر السورة بعد الحمد من الركعة الثانية..
ثم يقنت ويكمل الصلاة ويسلم، ومن ثم يصلي على النبي (ألف مرة)، ويدعو ويطلب حاجته. ويقولون بأن سبب تسميتها بهذه التسمية نتيجة لسرعة تأثيرها على إجابة السؤال!
أما ما روي من حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (اثنتا عشرة ركعة تصليهن من ليل أو نهار وتتشهد بين كل ركعتين، فإذا تشهدت من آخر صلاتك فأثنِ على الله، وصلِّ على النبي صلى الله عليه وسلم، واقرأ وأنت ساجد فاتحة الكتاب سبع مرات، وقل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات، ثم قل: اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك ومنتهى الرحمة من كتابك وباسمك الأعظم وجدك الأعلى وكلماتك التامة، ثم سل حاجتك ثم ارفع رأسك، ثم سلِّم يميناً وشمالاً ولا تعلموها السفهاء فإنهم يدعون بها فيستجاب لهم)
فهذا الحديث موضوع وباطل ولا يصح.
فقد رواه ابن الجوزي في الموضوعات من طريق عامر بن خداش عن عمرو بن هارون البلخي.
كما نقل عن ابن الجوزي تكذيب عمرو البلخي عن ابن معين، وقال: وقد صح النهي عن القراءة في السجود.
أما ما جاء في دعاء معاقد العز من عرش الله فهناك خلاف بين العلماء، على حسب المقصود من هذا اللفظ فإنه لم يرد في الشرع،
كما أن أهل العلم وخصوصاً الإمام أبا حنيفة قد منعوا هذا الدعاء لأنه يعد من التوسل البدعي، وأجازه آخرون لاعتقادهم أنه توسل بصفة من صفات الله عز وجل، لا أنه يجوز عندهم التوسل بالمخلوقين.
وقال الشيخ الألباني رحمه الله في شأن هذه الصلاة والدعاء:
أن الأثر المشار إليه باطل لا يصح، وقد رواه ابن الجوزي في "الموضوعات " وفا:" هذا حديث موضوع بلا أدنى شك،
وفي دعاء أسألك بمعاقد العز من عرشك، قال ابن الأثير رحمه الله: أي بالخصال التي استحق بها العرش العز، أو بمواضع انعقادها منه، وحقيقة معناه: بعز عرشك، وكان أصحاب أبي حنيفة يكرهون هذا اللفظ من الدعاء.
ونحن نقول بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أرشدنا إلى الاستعانة بالله في كل وقت وحين ولم يخصص لنا وقتاً محدداً ولا صلاة معينة لقضاء أي حاجة، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، كما أمرنا الله تعالى بالقرآن الكريم فقال: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ) سورة البقرة آية: 45]،
فينبغي على المسلم إذا أصابه هم أو حزن أن يستعين بربه في سجوده وفي آخر الصلاة وأن يلح بالدعاء إلى الله تعالى.
كما أنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما من عبد يتوضأ فيحسن الطهور ثم يصلي ركعتين ثم يستغفر الله، غفر الله له.."
ولنا في حديث النبي صلى الله عليه وسلم قدوة، حيث يقول النبي عليه الصلاة والسلام: "ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى ينفجر الفجر" متفق عليه
فالمسلم إذا استعان بالصلاة في طلب ربه الحاجة أو في التوبة إلى الله كان هذا من أسباب إجابة الدعاء.