ما هي شهادة أبي جهل في النبي صلى الله عليه وسلم

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٥ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
إن شهادة أبا جهل للنبي صلى الله عليه وسلم بأنه صادق تتجلى في المواقف التالية :

1- فقد ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله في قوله : أن المسور بن مخرمة سأل خاله أبا جهل عن حقيقة محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ إذ قال: "يا خالي، هل كنتم تتهمون محمدا بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فقال: يا ابن أختي، والله! لقد كان محمد -صلى الله عليه وسلم- فينا وهو شاب يدعى الأمين، فما جربنا عليه كذبا قط. قال: يا خال، فما لكم لا تتبعونه؟ قال: يا ابن أختي، تنازعنا نحن وبنو هاشم الشرف، فأطعموا وأطعمنا، وسقوا وسقينا، وأجاروا وأجرنا، حتى إذا تجاثينا على الركب كنا كفرسي رهان قالوا: منا نبي. فمتى ندرك مثل هذه؟!

2- وقال: الأخنس بن شريق يوم بدر لأبي جهل: يا أبا الحكم، أخبرني عن محمد؛ أصادق هو أم كاذب؟ فإنه ليس ها هنا من قريش أحد غيري وغيرك يسمع كلامنا. فقال أبو جهل: ويحك! والله إن محمدا لصادق، وما كذب محمد قط، ولكن إذا ذهبت بنو قصي باللواء والحجابة والسقاية والنبوة، فماذا يكون لسائر قريش؟ إبن القيم في كتابه ( هداية الحيارى )

3- ومن المواقف الطريفة والتي تؤكد صدق النبي صلى الله عليه وسلم وشهادة زعماء قريش بأنه صادق ( قصة زعماء قريش الثلاثة الذين خرجوا من الليل يستمعون القرآن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهم : (أبو جهل وأبو سفيان والأخنس بن شريق) حيث كانوا أظلم الليل يخرجون للاستماع لرسول الله في صلاته لقيام الليل ) - حيث كان يخرج السادة الثلاثة تحت جناح الليل ـ من بيوتهم فيأخذ كل رجل منهم مجلسا عند بيت النبوة، ليسمع القرآن، وكل لا يعلم بمكان صاحبه، يمكثون ساعات طويلة يستمعون القرآن، وعلى مدار قطع كبير من الليل مع الهدوء والسكينة، فيتأملون نظمه، ويعجبون لفصله ووصله، ويحملقون في رسمه ووصفه، يبيتون على هذه الحال حتى يطلع الفجر، فيقومون؛ فيجمعهم طريق العودة إلى ديارهم، فيتلاومون تلاوم النصحاء ! فيقول بعضهم لبعض : " لا تعودوا ، فلو رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم في نفسه شيئا " .. ثم ينصرفون على هذه النية.
- فما إن يأتي الليل، وتنام الأجسام؛ إلا وتستيقظ قرائحهم شوقا في أخذ وجبة قرآنية جديدة عجيبة، فيخرج الواحد منهم إلى بيت النبوية كالعادة، فيظن أنه الوحيد الذي خرج، فيأخذ مكانه، ويقضي ليله يستمع إلى أجمل صوت، وأعظم كتاب، من أطهر بيت، وفي أصفى وقت ـ فلا يقوم من مجلسه إلا عند الفجر، فيجمعه الطريق مرة أخرى بإخوانه؛ فيقول بعضهم لبعض مثل ما قالوا أول مرة، وهكذا يعودوا ويقولوا، حتى كانت ليلة؛ قال بعضهم لبعض: "لا نبرح حتى نتعاهد ألا نعود !! " ..  
- وذات يوم أراد الأخنس بن شريق؛ أن يعرف سر هذا اللغز، وتفسير فعل القرآن بهم، فخرج  الرجل حتى أتى أبا سفيان، فقال :  أخبرني يا أبا حنظلة عن رأيك فيما سمعت من محمد ؟
 
فقال :  يا أبا ثعلبة، والله لقد سمعت أشياء أعرفها وأعرف ما يراد بها ، وسمعت أشياء ما عرفت معناها !
قال الأخنس :  وأنا الذي حلفت به كذلك  !
 
- ثم خرج من عنده حتى أتى أبا جهل، فدخل عليه بيته، فقال : يا أبا الحكم، ما رأيك فيما سمعت من محمد ؟
 
- فقال : ماذا سمعت .. تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف؛ أطعموا فأطعمنا ، وحملوا فحملنا ، وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تجاذينا على الركب، وكنا كفرسي رهان؛ قالوا : منا نبي يأتيه الوحي من السماء؛ فمتى ندرك مثل هذه ؟ والله لا نؤمن به أبدا ولا نصدقه !!!
 فقام عنه الأخنس، وتركه" السيرة النبوية لابن هشام .