عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان) ( متفق عليه وهذا لفظ مسلم )
هذا الحديث يعتبر أصلا في بيان معنى الإيمان وتوضيح انقسامه إلى شعب ، وهذه الشعب منها :
-منها ما هو متعلق بالقلب بالاعتقاد والعمل الباطني كالتصديق والخوف والرجاء والمحبة.
- ومنها ما هو متعلق باللسان كالتوحيد والذكر وغير ذلك .
- ومنها ما هو متعلق بالجوارح والأعمال الظاهرة كالصلاة والزكاة والحج والجهاد.
وقد اعتنى العلماء بهذا الحديث ومحاولة حصر هذه الشعب وعدها وكيفية تقسيمها على العدد المذكور في الحديث ، ولهم اجتهادات في ذلك .
وقد ذكر ابن حجر رحمه الله هذه الشعب باختصار في شرحه على صحيح البخاري ، وجعل شعب الإيمان المتلعقة باللسان سبعة حيث قال رحمه الله :
( ولم يتفق من عد الشعب على نمط واحد ... وقد لخصت مما أوردوه ما أذكره : وهو أن هذه الشعب تتفرع عن أعمال القلب ، وأعمال اللسان ، وأعمال البدن .
فأعمال القلب فيه المعتقدات والنيات ، وتشتمل على أربع وعشرين خصلة.. - وعدها- ..
وأعمال اللسان ، وتشتمل على سبع خصال :
1. التلفظ بالتوحيد . 2. وتلاوة القرآن . 3.وتعلم العلم . 4.وتعليمه . 5. والدعاء . 6.والذكر ، ويدخل فيه الاستغفار ، 7.واجتناب اللغو .
وأعمال البدن ، وتشتمل على ثمان وثلاثين خصلة : - ثم عدها رحمه الله - ).
وهذا العد منه أمر اجتهادي كما قلنا ، ويمكن لغيره أن يذكرها بشكل آخر .
وينبغي الانتباه أن هذه الشعب ليست في درجة واحدة بل منها ما هو متعلق بأصل الإيمان لا يصح بدونه كالتوحيد ، ومنها ما هو متعلق بكماله الواجب فيأثم بتركه كتلاوة الفاتحة في الصلاة ، ومنها ما هو متعلق بكماله المستحب كالذكر .
والله أعلم.