بدايةً، لا يوجد آية في القرآن نصها " وما من دابة في السماء والأرض إلا على الله رزقها"، وإنما يوجد قول الله تعالى سورة هود " وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين" الآية 29.
وإذا كانت هذه الآية هي ما تقصده، فهنا أنقل لك تفسير هذه الآية الكريمة ومعنى الدابة فيها.
تفسير " وما من دابة "، الدب والدبيب: هو الانتقال الخفيف البطيء، ومنه دبيب الطفل والشيخ والجراد، أو كدبيب الجيش. والدابة: اسم يشمل كل نسمة حية تدب على الأرض سواء زحفاً، أو على قوائم اثنتين أو أكثر، وقد قال الله تعالى: " والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء" سورة النور / 45.
ومعنى الآية، أنه ما من دابة من أنواع الدواب في الأرض، إلا على الله رزقها على اختلاف أنواعها. وعلى هذه الأرض من الدواب ملا تُرى بالعين المجردة، وفيها الحشرات الصغيرة، وفيها الحيوانات الكبيرة والعملاقة، ولكل نوع منها غذاءه المختلف من نبات وحيوان، بيئة مختلفة عن الأخرى للمعيشة، وكلها يرزقها الله حاجتها ويوفر لها كل السبل لتتكاثر وتتغذى وتعيش.
وبهذا فإن معنى الدابة: هو كل حيوان يدب على وجه الأرض. وقيل هي اسم لكل ما يمشي على الأرض غير الإنسان.
ودعني هنا أنقل بصورة موجزة، أن هذه السورة أي سورة هود، في مقدمتها تعطي درساً مهماً في العقيدة، وهو توحيد الدنيوية لله الواحد بدون منازع، وعبادته وحده بلا شريك له. والاعتقاد بالبعث والحساب، بالإضافة إلى تعريف الناس بربهم، وصفاته المؤثرة على وجودهم وفي وجود الكون من حولهم.
المصادر
تفسير القرطبي
التفسير الكبير
التحرير والتنوير
في ظلال القرآن
329 مشاهدة
