ما هي حكمة المولى عز وجل في تفاضل الناس بأحوالهم وأشكالهم

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٤ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
الحكمة هي: من أجل الابتلاء والاختبار، قال الله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ) سورة الأنعام (165)

- فقوله تعالى: (وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ) ي أن الله تعالى بسط الرزق لفلان ومنعه عن فلان، وأعطى الجمال والشكل لفلان، ومنعه عن فلان، ومنح هذا السلطان والجاه والغنى، وجعل هذا فقيراً ليس عند جاه ولا سلطان ولا مال، وأيد هذا بالقوة والمنعة والعزة، ومنح غيره الضعف والمسكنة والوهن، وأعطى هذا الذرية ومنعها عن ذاك، ورفع درجة هذا عن هذا وخالف بين أحوال العباد.

- والحكمة من ذلك أن الله:
1- أن الله تعالى عليم حكيم فهو الذي خلق الخلق جميعاً وهو عادل في رزقه وعطائه وله حكمة في منح هذا ومنع ذاك، فهناك أناس ينفع معها الغنى فأغناها، ولو أفقرها لطغت، وهناك غيرهم ينفعها الفقر، ولو أغناها لطغت، وهكذا.
- كل ذلك من أجل الاختبار والامتحان لمن شكر على السراء وصبر على الضراء، ومن كفر بهذه النعم. فالله تعالى يبتلي الغني والفقير والعزيز والوضيع والحر والعبد والقوي والضعيف والرئيس والمرؤوس كذلك  من أجل التمحيص حتى يظهر من البشر من يستحق الثواب والجنة، ومن يستحق العقاب والنار.

- كما جعل الإسلام ميزان التفاضل بين الناس ومقياس الكرامة عند الله تعالى هو التقوى، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) سورة الحجرات: 13. فقد ذكرت الآية الكريمة ثلاثة أشياء: 
1- المساواة بين الناس، فالناس سواسية كأسنان المشط في الأصل والمنشأ فهم جميعاً من أب واحد وأم واحدة، وهم متساوون في الحقوق والواجبات....
2- واختلاف الألسنة والألوان والمواهب والطباع والاستعدادات..... لا ينبغي أن يكون مدعاة للشقاق والتفاخر.. وإنما هو للتعارف فقط ولا ينبني عليه أي حكم، وليس للون والجنس.. قيمة في ميزان الله تعالى، 
3- فالأكرم عند الله تعالى الأرفع منزلة عنده في الدنيا والآخرة هو الأتقى الأصلح في نفسه وللجماعة المسلمة. 

- وفي هذا إشارة من الله تعالى للناس ألا يتسابقوا في التفاخر بالأنساب والأولاد وجمع المال والمناصب ومتاع الحياة الدنيا، فهذا ليس المطلوب، وليس هو المقياس بين الناس، إنما المطلوب والمقياس في التسارع إلى التقوى والإيمان والعمل الصالح لأنه هو ميزان التفاضل الحقيقي بين الخلق.

- فقد لا يستطيع الإنسان أن يغير شكله أو يزيد في رزقه أو جاهه ولكنه يستطيع أن يمتلك التقوى والتي هي ميزان التفاضل عند الله تعالى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة