ما هي حقيقة حياة البرزخ؟

إن حياة البرزخ حياة حقيقية ثابت الحديث عنها في أحاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام المتعددة ، فقد بين لنا عليه السلام أن هناك بعد الموت حياة فاصلة بين الدنيا والآخرة ، وهي حياة الرزخ التي فيها ايضا حياة وأمور يعيشها الشخص قبل ان تقوم القيامة.

ومن النصوص التي دلت على حقيقة وجود الحياة البرزخية وهي نصوص ثابتة في الشرع قوله عليه السلام:" وحين يغادرون يسمع قرع نعالهم" أي في القبر يسمع قرع نعالهم لان روحه ترد اليه.

ايضا حين وصف رسول الله عليه الصلاة والسلام حياة المؤمن البرزخية أن الله عز وجل يعرض عليه بكرة وعشيا مقعده من النار ومقعده من الجنة فيقال له:" هذا مقعدك من النار قد أبدلك الله بهما مقعدا من الجنة ويراهما الاثنين". ويمد له في قبره مد بصره ويملأ عليه خضرة ونورا ، وذلك كل يوم حتى قيام الساعة، وهذا مصداق لقوله عليه السلام اللهم اجعل القبر روضة من رياض الحنة .

وايضا الكافر يرى مقعده من النار بكرة وعشيا، ويقول النبي عليه السلام أن من لم يجب الملائكة على الاسئلة الثلاث : من ربك ما دينك ما تقول في الرجل الذي بعث فيكم، ثم لم يجب يضرب بمطرقة من حديد تسمى المرزبة فيصرخ جراء هذه الضربة صرخة يسمعه كل ما على الأرض عدا الثقلين ،ويغوص في الارض السابعة فتقول له الارض لم أكن أطيقك وأنت على ظهري فكيف أطيقك وانت في بطني، فتقذفه للأعلى ، وهكذا يكرر عذابه حتى قيام الساعة.

حياة البرزخ هي من الأمور الغيبية التي نؤمن بها كما وردت في الأحاديث النبوية الشريفة عن سيدنا ومولانا رسول الله عليه كل صلوات الله. والحياة البرزخية هي مرحلة من الحيوات التي يمر بها كل إنسان ففي البداية يكون في عالم الروح وهو العالم القدسي العلوي الذي أشرقت فيه أرواحنا فهو موطنها الأصلي الذي تحنُّ إليه ثم أُهبطت إلى الأرض لتقوم برسالتها وتؤدي مهمتها في هذا الحياة ثم ينتقل الإنسان بعد مرحلة الحياة الدنيا إلى الحياة البرزخية التي هي مكان بين الدنيا والآخرة ثم ينتقل إلى الحياة الأخروية الأبدية فيكون إما مُنعمّاً في الجنان العلوية وإما مُعذبا في الجحيم السفلي الذي أقسى عذاب فيه هو عذاب الحجاب عن الله تعالى. قال سبحانه جلّ سلطانه في قرآنه:{كلّا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون}

قال الله تبارك و تعالى وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ فحياة البرزخ أو حياة القبر من أمور الغيب التي لا يعلمها إلى الله وحده و لقد أختلف في أن الإنسان يسمع و يحن و هو في قبره فمنهم من قال بأن الموتى يسمعون و الدليل على ذلك أن رسول الله أمرنا أن نسلم عليه و يقول آخرون أن الموتى لا يشعرون و لا يسمعون لقوله تعالى  إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ