الحقيقة انني لم اتميز يوماً بالعناد الكبير لدرجة ان اخالف نصائح الكبار, ولهذا لا اشعر والحمد لله بالكثير من الندم على ما فاتني, فقد فاتني القليل, وحققت في حياتي ما لم لكن احلم به من النجاح بحمد الله, الا انني لاحظت ان الأبناء والبنات في هذه الأيام ينظرون الى الأب على انه بنك للنقود فقط, والأم على انها خادمة, ولا يدرون ان الأب والأم عبارة عن مخزون هائل من التجارب العملية في الحياة, بحيث لو استمعوا اليهم لوفروا على انفسهم الكثير من المعاناة وحققوا الكثير من النجاح, اضافة لما يتميز به الأبوان من حب لإبنائهم وبناتهم وحرص على تقديم الأفضل لهم, لدرجة انهم يتمنون لهم ان يحققوا من النجاح في حياتهم اكثر من ما حققه الأبوان انفسهم, ورغم ذلك ترى العجب العجاب من الأجيال الحديثة من اعجاب كبير بالنفس, وثقة زائدة في غير محلها, وعدم احترام لرأي الكبار, فيقعون في الكثير من المشاكل, بل ويجرون ابويهم المساكين معهم لتلك المشاكل, ويعود هذا برأيي لقلة التمسك بالتعاليم الدينية التي تحض على طاعة الوالدين, واحترام رأيهما من اجل النجاح في الدنيا, والنجاة من النار في الآخرة, وكم من ناجح في الحياة سبب نجاحه بر الوالدين واطاعتهما وعدم عصيانهما, وكم من فاشل فشل في الحياة بسبب عقوقه لوالديه وعصيانهما.