ما هي النشرة وما هو حكمها للضرورة

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢٥ نوفمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات

النشرة مأخوذة من النشر ويقصد فيها حل السحر عن المسحور وفكه عنه بحيث ينتشر المريض المسحور ، فكأن السحر قبضه عن الحركة او الإدراك أو أعاقه وفك السحر نشره.
وهذه النشرة أو فك السحر له طريقتان كما قال ابن القيم رحمه الله :
1. حل سحر بسحر مثله ، وهو الذي من عمل الشيطان ، فإن السحر من عمله ، فيتقرب إليه الناشر والمنتشر بما يحب ، فيبطل عمله عن المسحور .
2. والثاني : النشرة بالرقية الشرعية والتعوذات القرانية والدعوات والأدوية المباحة .

فالنشرة من النوع الثاني بالرقية الشرعية ونحوها جائز بل مستحب وقد رقت الملائكة رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سحره اليهودي بالقران والمعوذتين خصوصا فانتشر كما جاء في الحديث ، ورقى النبي صلى الله عليه وسلم بعض المرضى وأخبرنا ببعض الرقى والأدعية ،  ورقى الصحابة بعضهم بعضهم ، ورقى السلف .
فمثل هذه الرقية داخلة تحت قوله عليه السلام ( من استطاع أن ينفع أخاه فلينفعه ).

أما النوع الأول من النشرة التي فيها فك السحر بالسحر فهذه لا تجوز مطلقا لا لضرورة ولا غيرها ، لأن مثل هذا النوع من النشرة إما أن يكون فيه كفر وإما أن يكون فيه محرم.

فإن كان كفرا فالكفر لا يجوز مطلقا لا لضرورة ولا غيرها ولا يجوز إلا بالإكراه ولا يعد هذا إكراها ، لإن العلاج بيد الله وليس الجن هم من يملكون الضر والنفع كما قال تعالى ( وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ) ، ويستحيل أن يجعل الله علاج عباده في الكفر به.

وإن كان محرما فقد جاء في الحديث ( إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم ) ، فكل داء جعل الله له دواء ولا يجعل الله دواء الأمراض فيما حرم على العباد .

وما روي عن بعض السلف من جواز النشرة للضرورة وما نسب للإمام أحمد من جوازها ، فإنما يحمل على النشرة الجائزة الشرعية لا النشرة المحرمة الكفرية ، فهذا مما يبعد نسبته إليهم ، ولو قصدوا ذلك فهو خطأ نستغفر لهم منه ، وليس قول أحد حجة على الشرع .

فالواجب عليك البحث عن علاج السحر فيما أحل الله وشرع من الرقية الشرعية فهي أنفع ولا ضرر فيها ، بخلاف الرقى السحرية أو الشركية فإنها لو نفعت عاجلا فغن لها ضرر آجل ولا بد .

والله اعلم