أخبرنا أحد دكاترة الهندسة في أحد الأيام أن شخصية المهندس الناجح يجب أن تتمتّع بامتلاك نوعين من المهارات هما:
- المهارات التقنية (Hard Skills): وهي المهارات التي تتعلّق بالجانب الأكاديمي، وتستطيع أن تكتسبها من خلال التعليم أو التدريب كاستخدام أحد البرامج الهندسية الحاسوبية وإتقان العمل عليه.
- المهارات الشخصية (Soft Skills): وهي المهارات التي نحتاج إليها عند التواصل مع الآخرين أو حينما نواجه موقفًا صعبًا للمرة الأولى في حياتنا؛ فهي مهارات تتعلّق بالسمات الشخصية، والتي قد يقضي الواحد منا سنوات حياته بأكملها في تعلّمها وتطويرها.
ويأتي دور المهندس الناجح في تحقيق التوازن؛ ليمتلك مزيجًا مناسبًا من المهارات الشخصية والتقنية معًا.
وأضاف أن أرباب العمل يبحثون عادة عمّن يمتلكون مهارات شخصية (Soft Skills) قويّة للغاية؛ وذلك لأن اكتساب هذه المهارات أصعب ويحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد.
لذلك أحاول دائما أن أتعلم وأمتلك أكبر قدر ممكن من هذه المهارات الشخصية (Soft Skills)، ومنها على سبيل المثال مهارة حلّ المشكلات.
فمن المتوقع حدوث أي مشكلة مفاجئة في بيئة العمل في أي وقت، وعليك دائما الاستعداد لذلك، وأن تستطيع حلّها بسرعة لتجنّب إهدار الوقت والجهد والمال.
ومما أعتقد أنك تود معرفته هي الطريقة التي اكتسبتُ فيها هذه المهارة، وهي تمثّل المنهجية العلمية في حلّ المشكلات، وتتم بالخطوات التالية:
· تحديد المشكلة، وإدراك وجودها، وفهم جميع أبعادها؛ لتستطيع شرحها للآخرين.
· تحديد أسباب المشكلة وتحليلها.
· البحث عن الحلول الممكنة، وتتم هذه الخطوة ضمن فريق العمل؛ لتجميع أكبر عدد ممكن من الحلول، ومن المهم جدا في هذه الخطوة تقبّل جميع الآراء دون تحقير أو تسخيف أي منها، فلكل شخص ضمن الفريق تجاربه وخبراته الخاصة.
· اتخاذ القرار عن طريق تحليل الحلول المقترحة في الخطوة السابقة؛ للوصول إلى الحل الأمثل، ثم عليك التنبؤ بالعواقب التي قد تترتب عليه والاستعداد لمواجهة ذلك.
· التنفيذ، وفي هذه المرحلة عليك تقبّل أنه قد تظهر لك مشكلات جديدة لم تكن في الحسبان.
· ملاحظة النتائج المترتبة على الحل الذي تم تنفيذه، وعليك أيضا أخذ آراء وملاحظات الآخرين بعين الاعتبار؛ فجميع هذه الملاحظات ستشكّل خبرة جيّدة لك وللفريق إن حدثت مشكلات أخرى مشابهة.