ما هي القصة وراء إخفاء قبر السيدة فاطمة رضي الله عنها حتى يومنا هذا وهل له أي علاقة بظهور الإمام المهدي

 قبر السيدة فاطمة الزهراء موجود بالبقيع ولا يوجد أي قصة وراء إخفاء قبرها ولا صحة لمن يقول بأن قبرها قد أخفي.
كما أنه لا يوجد أي علاقة لها بظهور الإمام المهدي.

- فقد توفيت السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها وأرضاها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة.

- وقد وردت العديد من الروايات التي تُحدّد مكان قبر السيدة فاطمة الزهراء تفصيليا؛ فقد دُفِنت -رحمها الله- في البقيع بالقُرب من الزقاق التي تَلي زاوية دار عقيل، وقِيل إنّ القبر بالقُرب من زاوية دار عقيل ممّا يَلي دار أبي نبيه.

- وقد روى محمد بن عمر، أنه قال: سألت عبد الرحمن بن أبي الموالي وقلت له: إن الناس يقولون إن قبر فاطمة عند المسجد الذي يصلون إليه على جنائزهم بالبقيع، فقال: والله ما ذاك إلا مسجد رقية، وما دفنت فاطمة إلا في زاوية دار عقيل بالبقيع، وبين قبرها وبين الطريق سبعة أذرع.

- وكانت السيدة فاطمة الزهراء هي أول أهلها لحوقا بأبيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل بأنها توفيت بعد النبي صلى الله عليه وسلم بستة أشهر. وقيل أنها توفيت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة وهي ابنة تسع وعشرين سنة وقيل وهي ابنة خمس وعشرين سنة ودفنت في البقيع كما ذكرنا،

- كما روي عن محمد بن عمر، أنه قال: حدثنا عمر بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن علي بن حسين قال: سألت ابن عباس متى دفنتم فاطمة؟ فقال: دفناها بليل بعد هدأة. قال: قلت: فمن صلى عليها؟ قال: علي.

- وهي سيّدة نساء أهل الجنّة، وكانت أصغر بنات رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وأمّها هي أمّ المؤمنين خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-، وقد وُلِدت فاطمة الزهراء -رضي الله عنها- قبل بعثة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بخمس سنواتٍ، وكانت تُكنّى بأمّ أبيها، وبالزهراء،

- وقد تزوّجها عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- في العام الثاني للهجرة بعد غزوة بدر، فأنجبت منه: الحسن، والحُسين، ومُحسن، وأمّ كلثوم، وزينب -رضي الله عنهم
- وقد ذكر ابن عبد البرّ -رحمه الله-؛ أن السيدة فاطمة الزهراء هي أوّل من صُنِع لها النَّعش عند وفاتها استجابةً لوصيّتها،

والمقصود بالنَّعش هو: ما يُحمَل عليه الميّت، ليستره ويتكوّن من سريرٍ يُغطّى بقماشٍ، ويُوضع على الخشب أو القصب، ليُشكّل قُبّةً فوق سرير المرأة

- فقد أوصت بأن تدفن ليلا حيث أنها كانت تريد الستر بذلك. والذي توليا غسلها رضي الله عنها عليّاً بن أبي طالب، وأسماء بنت عُميس -رضي الله عنهما ولم يُسمَح لأحدٍ سواهما من الدخول عليها عند التغسيل.

- وهناك روايات مختلفة في صحة من صلّى عليها؛ فقد قِيل إنّ عليّاً بن أبي طالب -رضي الله عنه- هو مَن صلّى عليها، وقِيل إنّه أبو بكر الصدِّيق -رضي الله عنه-، وقِيل العباس بن عبد المُطّلب -رضي الله عنه-، وقِيل إنّه نزل في قبرها مع عليّ بن أبي طالب، والفضل بن العباس -رضي الله عنهم جميعاً

وقد ذكر الحافظ -رحمه الله- أنّ سبب دَفنها ليلاً يرجع إلى وصيّتها؛ وذلك لأنّها كانت تتحرّى الزيادة في السَّتْر،

أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا عمر بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن علي بن حسين عن ابن عباس قال: فاطمة أول من جعل لها النعش، عملته لها أسماء بنت عميس، وكانت قد رأته يصنع بأرض الحبشة.
أما ما يذكر في كتب الشيعة بأن قبر السيدة فاطمة الزهراء قد أخفي فلا صحة لهذا الكلام ولم يثبت أي دليل بأن قبر السيدة فاطمة قد تم إخفاؤه

والله أعلم.