لا شك أن العزلة عن الناس لو لمدة زمانية محددة والجلوس في خلوة من القواعد الأساسية لكل مسلك روحاني يعتني بالتصفية. وفي الدين الإسلامي كما في كل دين سماوي نسمي هذا المسلك بالتصوف او بمسلك التزكية. والعزلة عن الناس والإبتعاد عن صخب العالم الخارجي يفتح للإنسان المجال لتنقية قلبه مما علق به من كدورات الدنيا والنفس والهوى فعكّرت هذه الكدورات صفاء مرآته وحجبته عن الإتصال بمصدره الإلهي.. بحضرة الله جل جلاله.
لذلك كل الأنبياء عليهم السلام وكل من سار على خطاهم من الأصفياء والأولياء والحكماء في كل زمان قاموا ولو في فترات معينة بالعزلة عن الناس بالكلية بغرض التفرغ للعبادة والصمت والتبتل والإنقطاع إلى الله تعالى.
ومن المفيد لكل إنسان أن يجعل له ولو بين الفينة والأخرى أوقاتا ينعزل فيه عن العالم الخارجي وصخبه وأشيائه وهمومه ويختلي فيها بربه ويراقب قلبه ويسعى لتصفيته من شوائبه وتخليصه من كل ما يحجبه عن شهود جمال الجناب القدسي.