لا تخلو الحياة من المصاعب والمتاعب والظروف التي تؤثر علينا بشكل أو بأخر فهنالك ما يؤثر بشكل إيجابي علينا مما يمنحنا الثقه والقوه , وهنالك مايؤثر بشكل سلبي علينا مما يترك أثر على شخصيتنا ونفسيتنا وثقتنا بأنفسنا.
وهنا لابد أن نعمل على أمور عده لنتخلص من الأثر السلبي الناتج عن بعض الظروف والمصاعب والمتعلق بالثقه بالنفس وعودة الشخصيه لسابق عهدها وهذه الأمور تتلخص في مايلي:
- إعادة ترتيب المفاهيم والقيم والمبادئ , فإذا ما نظرنا إلى ما نتعرض له ويؤثر بشكل سلبي علينا من وجهة نظر أخرى نرى أنه فرصه للتعلم, فهو يبين مواضع الضعف لدينا ويعطي الفرصه لتقويتها فيما يتعلق بما نملك من مفاهيم وقيم ومبادئ, فما صدر منا من قرارات للتعامل مع الظرف هو نابع من مفاهيم متكونه لدينا (فقدان الثقه والشخصيه ),فإعادة ترتيبها أول خطوه ولابد من القيام بها لإعادة إمتلاك الشخصيه وإعادة الثقه بالذات,
- إعادة ترتيب الأولويات والأهداف, فعادة ما يؤثر بشكل سلبي علينا يكون من ضمن أولوياتنا وأهدافنا, فعندما لا تسمح الظروف والمواقف الصعبه على تحقيق بعض الأهداف والأولويات لنا نحن نقع ضمن دائره اليأس والخذلان وفقدان الثقه بأنفسنا وبالآخرين أحياناً مما يتطلب منا إعادة تنظيم لما نملك من الأهداف والأولويات ولا بد أن نعلم أن الحياة لا تسير دائماً كما نشاء فلابد عند إعادة ترتيب هذه الأولويات وضع البدائل والحلول في حال وجود ظروف تعمل على عدم تحقيقها مما يخفف من الأثر السلبي في حال عدم تحقيقها.
عند قيامنا بالخطوتين السابقتين فنحن تعاملنا فكرياً مع ما نملك من أثر سلبي والآن نحن بحاجه إلى الفعل العملي الإنفعالي الإجتماعي لنعيد لأنفسنا شخصيتنا السابقه وثقتنا بنفسنا ويكون ذلك عن طريق:
- معرفه مواطن الضعف في الشعور الذي يتملكنا فما نشعر به من إحباط ويأس وعجز وعدم القدره, علينا التعامل معه ومحاولة التحكم به فلا يطغى هذا الشعور على معظم وقتنا فنعطي فرصه لأنفسنا بالشعور بالفرح والأمل والقدره والعزم, فما مضى قد مضى ونحن أمام وقت جديد فرصه جديده ونحن قادرين على استغلالها وإعادة امتلاك أنفسنا, فالتشاؤوم وفقدان الذات لا يحقق أي نتيجه سوى الضياع.
- اعطاء الفرصه للنفس بالتفاعل مع المحيط بما تملك من مبادئ وقيم ومفاهيم وأهداف جديده مما يعزز الثقه بالنفس ويعطي حافز للتقدم وتجاوز ما قد مر من أمور صعبه, وتجاوز الأثر السلبي.
- لابد من وجود تقيم ذاتي مستمر لمواطن الضعف والقوه لديك مما يساعد على تحقيق واعادة الثقه بالنفس فدائماً كن واعي لمواطن الضعف أعمل على تقويتها, واجعل ما كان من أخطاء في السابق مرجع لك فهي نقاط ضعف أثرت بشكل أو بأخر عليك فلا بد من التخلص منها أو تقويتها بالشكل الإيجابي وملاحظتها بشكل دائم سبب في أعادة شخصيتك وثقتك بنفسك.
- يمكن أن تنظر إلى ما كنت تملك من صفات وإيجابيات (كانت تشكل نقاط قوة) قبل وقع الأثر السلبي عليك والذي أدى إلى فقدانك ثقتك وشخصيتك, وتعمل على إعادة إمتلاكها عن طريق ما كنت تقوم به سابقاً من فعاليات أنشطه طرق تعامل مع الآخرين.
- طلب الدعم مِن مَن تثق بمساعدته في اعادة امتلاك ثقتك وشخصيتك أمر له الفائده الكبيره, وفي بعض الأحيان والتي لا يتمكن فيها الشخص من أن يتعامل بشكل فردي مع ذاته ولا يستطيع تحقيق تقدم ملحوظ يمكن أن يطلب الدعم النفسي من أخصائي نفسي.
أخيراً لابد أن نبين أن أختلاف القدرات الإنسانيه تعمل على تشكل مثل هذا الأثر السلبي فيمكن أن يمر شخصين بنفس الموقف والظروف ويصاب أحدهما بإنعدام الثقه وأخر لا يؤثر عليه ولا بأي شكل من الأشكال وهذا يعني إختلاف الخبرات إختلاف طرق التفكير إختلاف الوعي, من هنا يجب على كل منا مساعده نفسه دائماً على تقبل الواقع كما هو دون وضع توقعات لا ترتبط بالواقع من قبلنا تعمل على ترك أثر سلبي علينا فتقبل الواقع بعيداً عن توقعاتنا يساعد على تحليل الأمور والتعامل معها بما لا يترك الأثر السلبي علينا ويحافظ على ما نملك من ثقه وشخصيه وتقدير الذات.