ما هي الطريقة الموصلة إلى تحصيل العلم النافع في هذه الحياة؟

1 إجابات
profile/أريج-عالية-1
أريج عالية
educational consultant في freelance (٢٠١٨-حالياً)
.
٠٨ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
    مهما بلغ الإنسان من العمر، فأولى ضروريات الحياة بالنسبة له هو العلم والتعلم. فالمعرفة والعلم هم أساسات كل شيء في الوجود، فهما أمران حتميان، ولا غنى عنهما. فهما مفاتيح للأبواب المغلقة. فللعلم منزلة ومكانة، لما يترتب عليه من خصال حميدة وآثار طيبة، وهو امتثال لأمر الله، وانقياد لشرعه الذي أمر بطلب العلم منذ الصغر. فنقلًا عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وزدني علمًا. "

لكن قد نصادف في حياتنا الكثير ممن يحمل الشهادات العليا، لكن لا يظهر عليهم أثر العلم لا في سماتهم، ولا في طريقة معاملتهم، ولا في أخلاقهم، ولا في عباداتهم. وكم من شخص ممن يُعرف عنه غزارة القراءة، لكن لا تظهر أثر القراءة عليه، ولم يظهر الانتفاع أو جنى ثمار قراءته. كما قد نكون قد مررنا بمواقف، لكننا لا نعمل بالحكم الذي نعلمه، فأحيانًا نغفل أو نتقاعس أو نتكاسل عن التعامل معه بما تعلمناه.

لذا ما فائدة تحصيل العلم وجمعه بلا داعٍ أو فائدة؟!

العلم الذي لا نفع منه لا يسمن ولا يغني من جوع. فالعلم الناجع هو العلم المتصل بعبادة الإخلاص في النية، كما أن الله مدح العلماء ورفع شأنهم وقرّبهم لمنزلة الأنبياء، لذا استوجب العلم أن يفيد الأمة، ويحصّل لها المنافع. قال الصنعاني: " لا يطلب من العلم إلا النافع، والنافع ما يتعلق بأمر الدين والدنيا، فيما يعود فيها على نفع الدين، وإلا فما عدا هذا العلم فإنه ممن قال الله فيه: {وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ} [البقرة: 102]، أي في أمر الدين، فإنه نفى النفع عن علم السحر لعدم نفعه في الآخرة؛ بل لأنه ضار فيها، وقد ينفعهم في الدنيا لكنه لم يعده نفع. "

فالعلم النافع يدل صاحبه على الخالق، وما يستحقه من عباده، ويحث على التوكل عليه، والرضى بقضائه، والصبر على بلائه. ويزيد البصيرة بعيوب النفس، ويثير الزهد في الدنيا. كما يجعله مبادرًا للعطاء، والسعي لمرضاة الرب والتقرب إليه بهذا العلم. فلا يمكن لتعلم السحر والطلاسم والتنجيم أن يكون علمًا نافعًا، بل هو مذموم شرعًا. قال ابن عطاء الله: "العلم النافع هو الذي ينبسط في الصدر شعاعه، ويكشف عن القلب قناعه. "

علامات العلم النافع:

* صاحب العلم النافع يكره التزكية والمدح، فلا يتكبر على أحد، ويزهد في طلب الدنيا.

* يخشى صاحب العلم النافع من عاقبة حبس العلم، وعاقبة زيادة شهرته فوق المعقول.

* صاحبه لا يدعي امتلاكه له، ولا يفاخر به أحد، ولا ينسب لغيره الجهل إلا لمن يخالف المنطقية والواقعية.

* يقبل صاحب العلم النافع على تزكية علمه، فيعلمه لغيره دون مقابل، ويرغب بنشره لأي كان، كما يساعد كل من يطلبه في أي وقت وزمان ومكان.

 ولتكن من أصحاب العلم النافع عليك اتباع بضع خطوات لتتمكن من تحصيله، منها:

1. الممارسة:

كل شخص عادي تعلم التحدث والقراءة والكتابة من خلال الممارسة المتكررة لتصبح عادةً طبيعية، وكذلك العلم والمعرفة. فبعد اختيارك للعلم المحمود والفاضل والمفضول، سيفترض منك ممارسته، وربطه بحياتك الاعتيادية، حتى تتمكن منه. فلا تيأس من المحاولة الأولى أو الثانية، ولا تجعل السقطات أو الهفوات أن تثنيك عن متابعة الممارسة الفعالة.

2. التساؤل:

عليك أكثر طلبًا للعلم. اجعل مظلتك الكبرى قائمة على التساؤل مثل: متى؟ " "أين؟ " "كيف؟ " "ماذا؟ " ولماذا؟ ". فلا تخجل من طلب الحصول عليه. كل شخص يمتلك المعرفة هو أكثر من يرغب في إيصال ما يعرفه إلى أي شخص جاد ومخلص يسأل. السؤال لا يجعل السائل أبدًا يبدو أحمقًا أو طفوليًا - بل أن تسأله هو نوع من احترام الشخص الآخر الذي يقوم بمساعدتك، كما تبني معه علاقات تبادل لما تتعلمه ويتعلمه. عندما تسأل، عليك أن تكون متواضعا. عليك أن تعترف أنك لا تعرف!. يعلم الجميع أنه لا يوجد إنسان يعرف كل شيء، والسؤال هو مجرد السماح للآخر بمعرفة أنك صادق بشأن الأشياء المتعلقة بالمعرفة والعلم.

3. الرغبة:

لن تتعلم الكثير أبدًا حتى تنوي التعلم حقًّا. لن تتعلم إذا كنت تطرح المنيات، وتسرح في بحيرة الأحلام. الرغبة هي أساس كل التعلم ولا يمكنك تسلق سلم المعرفة إلا بالرغبة في التعلم. عليك أن تحصل عليها بنفسك أولًا، ثم طلب المساعدة من البعض. إذا لم تكن لديك الرغبة، فلن تتعلم أبدًا.

4. احصل على العلم:

لديك بالفعل الكثير من العلم بداخلك، والمزيد من تعلمه من الخارج. فمعظم العلم والتعلم لا يكون بالشكل المناسب لاستخدامه، إلا عندما تقولبه بالطريقة التي تلبي احتياجاتك، وترتبط بما هو خفي ومدفون بداخلك من كم المعلومات. لذا اذهب وابحث في منجم العلم الذهبي الخاص بك، وابدأ عملية التنقية.

5. الفحص والتمحيص:

في أي وقت تجد شيئًا جديدًا أو مميزًا، قم بفحصه وتفتيشه والتنقيب عنه. هذا سيساعدك في النظر للعلم من جميع الزوايا، وتقرير مدى تناسبه مع ما تمتلكه، وكيفية تثبيته من خلال ممارسته كتعلم جديد. يبقى أفق عقلك ضيّقًا قابعًا في زاوية واحدة. بينما العقل الحر الواعي يكون عقلًا حرًّا، غير متحيز، واسع الأفق، مستفسرًا، يسعى للتعلم من جميع الزوايا وبكافة الاتجاهات. اعمل على التغيير دون خوف أو تبديل رأيك المسبق، وكن ذا وعي مطلق عما يدور حولك.

5. التجربة:

حتى تتعلم أفضل عليك أن تجرب شيئًا جديدًا. كن مثل البحار ليندبيرغ حين طار فوق المحيط الأطلسي، وعقد باستير التجارب الكثيرة ليجعل الحليب مصدرًا آمنًا للاستهلاك البشري. أعظم التجارب هي التي يحاول الفرد القيام بها من خلال سعيه للتعلم. بعض التعلم كان ذاتيًّا، بحيث يحقق اكتشافات دون إلحاق أذى بغيره. يمكنك تجربة التعلم الذاتي في وقتك الخاص، ومن مالك الخاص، وأسعى لتجربة العمل الخاص.

6. علَم:

عند اكتسابك العلم النافع عليك نقل أثره لمن حولك، سواء كان أطفالك، أو زملائك، أو أصدقائك. في عملية التدريس ذاتها، ستتعلم أكثر بكثير من أفضل طالب لديك. المعرفة المتعلمة نسبية، وكل شخص يمتلك درجة على سلم العلم، ويمكنه الانطلاق للدرجة الأعلى من خلال التعلم والتعليم.

7. اقرأ:

كحقيقة واقعية، يكتسب العلم والمعرفة من خلال القراءة. القراءة هي طريقة واحدة لاكتساب العلم، ومن خلالها عليك أن تعرف ما تقرأ، وكيف تقرأ ولماذا تقرأ. كان قارئًا نهمًا وبنفس الوقت قارئًا واعيًا. يمكنك تلخيص ما تقرأه، وكتابة تأمل حوله، واحتفظ به لحين استدعائه. كن ناقدًا بارعًا لما تقرأ، اجعل التوازن بين ما تعرفه وما لا تعرفه مقياسًا لفهمك وتكوين الأحكام الصحيحة.

8. اكتب:

اجعل الكتابة حرفةً لتعلمك. فعندما تكتب فأنت تشرح لنفسك، وتلهمها، وتسجل ما كتبت في ذاكرتك الخاصة لا عليها. بعد ممارسة المزيد من عمليات الكتابة، ستجد نفسك قد حفظت ما كتبته عن ظهر قلب. فأنت تكتب للتعلم لا للتذكر فقط. هنا ستمتلك المعرفة الحقيقة لأنك ستكتب على وصل عقلي (الدماغ)، يحتاج للدفع حين استحقاقه أو الحاجة إليه.

9. استمع:

خلق الله أذنين لاستخدامهما بالشكل القويم. امنح من أمامك فرصة ليتكلم، كن مُنصتًا مصغيًا لا سامعًا فقط. هنا ستستبق الحدث في التعلم وستكتسب احترام الجميع. اجعل جل اهتمامك للمتحدث، تأمل في كلماته وعمقها، وطبيعة الأفكار التي يروج لها، لتنتقي ما يناسبك وتحتفظ به.

10. ارصد:

افتح عينيك على اتساعهما لتبحث عما يثير اهتمامك. هذه هي تجربتك الخاصة التي يمكنك أن تجعلها بطيئة، مجهدة ومكلفة وقد تكون مؤذية أو صعبة عند مرورك بها، أما تجارب الآخرين فهي تجارب جاهزة باتجاهات مختلفة في الحياة، تجربة تكتسبها بشكل مجاني، فلا حاجة لمعاناة مشاقها، فقط المطلوب منك الملاحظة المتعمقة والتعلم.

11. رتب تعلمك:

التعلم الجيد هو التعلم المنظم. ترتيب الأفكار والمعلومات قبل التعامل مع معارفك الخاصة، حتى لا تقع في دوامة.

12. حدد:

اجعل تعلمك للمفاهيم محددًا، بحيث يمكنك التعرف على الأشياء ووصفها بدقة، ومعرفة طبيعتها. هنا ستتمكن من تتبع تعلمك، وتحديد مفاهيمك لتتجنب خلطها مع المفاهيم الأخرى.

13. تعرف السبب:

نمتلك العقل المفكر حتى نتمكن من التعامل مع ما حولنا بمنطق. نتعلم من المنطق كيف نشتق الحقائق غير المعروفة من الحقائق الموجودة. يمكننا من خلال المنطق التأكد من صدق وصحة ما نعتقده بالفعل.

المنطق هو السبيل الأسمى للحقيقة الفكرية. اجعل عقلك مقارن. ابحث عن نقاط التشابه والاختلاف الذي سيعلمانك كل ما هو جديد. عند امتلاكك للأفكار الجديدة، عليك التحقق منها بمقابلتها مع القوانين والمبادئ التي تعرفها. واصل الاستكشاف لجوانب النجاح في التعلم، منها أساسيات الإنجاز الشخصي، والإنتاج اليدوي والعقلي، وفن الموعد النهائي، والبيع عن طريق العطاء، وإتقان الطاقة الشخصية، وعناصر الطموح الضرورية، والمزيد. 

المراجع: 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة