ما هي الصيدلة السريرية، وهل يمكن دراستها وممارسة العمل بها بالإضافة إلى فتح صيدلية خاصة بي، وهل يختلف هذا حسب اختلاف بلد الإقامة؟

1 إجابات
profile/أريج-عالية-1
أريج عالية
educational consultant في freelance (٢٠١٨-حالياً)
.
١٩ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 قد يكون تعبير الصيدلة الإكلينيكية أو السريرية هو تعبير غامض بالنسبة لنا. فما نعرفه، أو ما نتداوله بيننا هو أن الصيدلاني هو بائع أدوية، وإذ أنني أنتقد كل الانتقاد هذه النظرة الضيقة لهذه المهنة طيبة الأثر، وهي كانت مهنة والدي التي أعتز بها لكونها جزءًا لا يتجزأ من الجسم الطبي. فقد كان أبي مديرًا لصيدلية العيادات الخارجية في مستشفى مبارك الكبير بالكويت حتى عام 1990، وأحيانًا – في العطلة الصيفية- كنا نذهب معه لنراقب ما يفعله حتى نتشرب المهنة، لكن للأسف لم تتشربها إلا إحدى أخواتي. كنت أراه يحلل الأدوية، ويقوم بالتركيبات الدوائية المختلفة من مراهم وكريمات لمعالجة البشرة والحروق وغيرها، فلم يكن بائعًا أو مصرّفًا للأدوية كما كان يتردد بين الناس. 

والآن بالعودة للصيدلة السريرية والتي تُعنى بالعلاقة ما بين البشر والأدوية. حيث يركز على الاستخدام الآمن الفعال للأدوية للمحافظة على أفضل رعاية صحية ممكنة. حيث يتلقى دارسوها تدريبًا في علم الصيدلة السريرية والعلاجات (CPT). قد يختار بعض الصيادلة السريرين التركيز على مجال متخصص معين، لكن العديد يفضل الجمع بين العديد من النطاقات في عملهم، منها: 

الطب السريري: 

حيث يعملون مع الأطباء العامين بالإشراف على حالات الدخول الحادة وإدارة العيادات الخارجية. يعمل البعض كمستشارين في مصلحتهم التخصصية الفرعية. 

علم السموم: 

حيث يشرف الصيادلة السريريون على حالات الدخول الحادة ويقدمون المشورة بشأن حالات التسمم الحاد. إنهم مسؤولون عن إدارة Toxbase، وهي قاعدة بيانات مبنية على الأدلة لعلم السموم. كما يقودون البحوث والدراسات والتطوير في هذا المجال. 

البحوث العلمية: 

غالبًا ما يعمل الصيادلة السريريون المؤهلون كباحثين. يختار بعض المتدربين الحصول على درجات أعلى مثل الدكتوراه أو دكتوراه في الطب أو ماجستير. 

التربية السريرية: 

يقوم العديد من الصيادلة السريريين بتدريس وصف الأدوية في الجامعات أو يعملون كخبراء طبيين. 

سياسة الأدوية واللوائح: 

يلعب الصيادلة السريريون أدوارًا حاسمة في التركيبات المحلية ولجان الأدوية والعلاج في المنطقة. على المستوى الوطني ، غالبًا ما يشغل مستشارو CPT مناصب عليا داخل هيئات تنظيم الأدوية. 

صناعة الأدوية: 

التدريب الرسمي في أبحاث التجارب السريرية لا يقدر بثمن بالنسبة لصناعة المستحضرات الصيدلانية. سيعمل بعض الصيادلة السريريين في هذه الصناعة ويساهمون في برامج اكتشاف الأدوية. 

يمكن لاستشاريي الصيدلة السريرية أيضًا: 

تقديم خدمة سريرية 

الحفاظ على تركيز بحثي قوي في عملهم 

يلعبون دورًا مهمًا في التدريس الجامعي 

المساهمة في إدارة الأدوية المحلية 

أهمية علم الصيدلة السريري: 

تقليل أحداث التسمم 

التقليل من أخطاء الوصفات الطبية 

إلغاء وصف الأدوية غير الفعالة 

تعزيز الالتزام بالوصفات الطبية 

تقليل التفاعلات الدوائية الضارة. 

لا تُمارس الصيدلة الإكلينيكية بطريقة موحدة في مستشفيات العالم المختلفة، وهو ما يعكس تنوع ممارسة الصيدلة بشكل عام الموجود فيها. تختلف المدخلات المتعلقة برعاية المرضى على سبيل المثال، ففي بعض المستشفيات يوجد صيادلة في الأقسام يعملون كأعضاء رئيسيين في الفريق السريري بينما في حالات أخرى قد يزور الصيدلي الأجنحة على أساس غير منتظم لمراجعة مخططات الأدوية والترويج لكتيب الوصفات الطبية. 

يتمتع الصيادلة السريريون بموقع مثالي للتأثير على وصف الأدوية من قبل أطباء المستشفى لأن لديهم المعرفة المناسبة بالعلاجات وهم على اتصال منتظم مع المرضى. اعتمدت المستشفيات استراتيجيتين رئيسيتين للتأثير في وصف الأدوية. هذه هي تطوير سياسات المستشفى حول عملية وصف الأدوية وتدريب ما بعد التخرج للصيادلة الأفراد لتحسين مهاراتهم في العلاجات ومعرفة العملية السريرية. 

تبنت مهنة الصيدلة وجهة نظر مفادها أنه يجب أن تدافع عن نهج الوصفات وقد استخدمها الصيادلة السريريون بدعم من صيادلة المعلومات الدوائية كوسيلة مساعدة تعليمية للأطباء الصغار كجزء من تدريبهم. وقد ساعد تطوير نظم المعلومات التي تعطي تفاصيل عن استخدام الأدوية من قبل الواصفين داخل المستشفى على مراجعة تأثير الوصفات الطبية. 

 مجالات البحث الرئيسية: 

تهتم الصيدلة الإكلينيكية بتحسين استخدام الأدوية، ولكن هناك القليل من الأدلة على أنها حسنت الاستخدام الآمن للأدوية، أو قللت من مرض علاجي المنشأ أو قللت الآثار الضارة المرتبطة بالأدوية. 

من المتوقع أن تقلل خدمة الصيدلية الإكلينيكية من تخطيط تكلفة الحوادث، كما أن تقديم المشورة للمرضى حول أدويتهم يمكن أن يقلل من حدوث إعادة العلاج. يتطلب استخدام الصيدلي لإعطاء النصائح للمرضى زيادة عدد الصيادلة في الأقسام. قد يكون من الأنسب استكشاف طرق بديلة للوصول إلى النتيجة المرجوة. يمكن أن تختبر البرامج البحثية خيارات مثل إشراك الصيادلة في تدريب فنيي الصيدلة أو الممرضات لتقديم المشورة للمرضى حول أدويتهم ووضع معايير يمكن أن تحدد هؤلاء المرضى الذين قد يستفيدون من مناقشة أدويتهم مع الصيدلي. 

يعد تشجيع المرضى على تناول أدويتهم هدفًا مهمًا للصيدلة السريرية. ومع ذلك، تستخدم المجموعات المهنية المختلفة تقنيات مختلفة عند محاولة التأثير على المرضى بشأن الأدوية. يمكن أن يؤدي اعتماد أفضل الممارسات القائمة على الأدلة إلى تحسين نتائج المرضى، على افتراض أن تناول أدويتهم مفيد للمرضى. 

يتزايد نطاق الممارسة حيث يتم اعتماد نهج الفريق متعدد التخصصات في رعاية المرضى من قبل المزيد من الفرق السريرية. يلعب الصيادلة دورًا كأعضاء في الفريق وكممارسين فرديين في ضمان استفادة المرضى من الرعاية الصيدلانية. يجب تقييم الأنظمة الجديدة قبل اعتمادها من قبل المستشفيات الأخرى. يجب تدقيق تأثير التنفيذ من أجل الفوائد الاقتصادية الصحية والفوائد التي تعود على المرضى. سيمكن مثل هذا النهج الصيادلة من تطوير ممارسة الصيدلة السريرية على أساس متين. تشكل هذه التحديات جزءًا من أجندة بحثية لممارسة الصيدلة في الرعاية الثانوية والتي سيتم مواجهتها من خلال التعاون بين الصيادلة وأعضاء آخرين في الفريق السريري. 

مع اعتراضي الشديد لفتح صيدلية بواسطة متخصصي الصيدلة السريرية، حيث أن مجال تخصصهم رائع ومهم جدًا في الرعاية الطبية، ودورهم في تحسين الرعاية الصحية للعديد من المرضى، إلا أن لهم الحق أيضًا لا في فتح صيدلية خاصة بهم. في الوطن العربي يمكن لأي شخص درس الصيدلة بأي نطاق تخصصي أن يحصل على رخصة لمزاولة مهنة الصيدلة في صيدلية خاصة، طبعًا هذا يعتمد على بلد الإقامة، فبعض الدول تركز على عمل الخريجين في تخصصاتهم الدقيقة لا العمل ضمن التخصصات العامة، لكن هذا في وطننا العربي غير موجود، فأنا كخريجة كيمياء تطبيقية عملت في سلك التدريس، وأنا لا أفقه في مواد التربية شيء إلا بعد أن قمت بتدريس نفسي ذاتيًّا ومتابعة مواد التربية حتى أكون على قدر هذه المهنة المقدسة. وكذلك الصيدلي السريري، حيث يمكنه بالطبع لعمل في صيدلية خاصة به، أو في المستشفى، لكن لا أعتقد أن الجمع بين الوظيفيتين سيكون سهلًا – الصيدلية الخاصة والمستشفى- لأنه قد يحدث تضارب بين الوظيفتين بسبب ظروف المستشفى والمناوبات التي يعمل بها وأوقاتها. لذا يفضل أن تتخير إحدى هاتين الوظيفتين.