يعتقد أغلب الناس أن الأشخاص الذين يتمتعون بمعدل ذكاء مرتفع لا يحتاجون مساعدة أحد في حل ما يواجههم من مشكلات وأنهم قادرين على التعلم والنجاح بمفردهم لكن الدراسات أثبتت عكس ذلك، حيث أظهرت أن نسبة ليست بقليلة منهم يعانون من مشكلات مختلفة في مجالات متعددة وذلك لأن الأشخاص الأذكياء أو الموهوبين في الحقيقة يمتلكون احتياجات خاصة تجعلهم أكثر عرضة للمعيقات من غيرهم كما ويمكن أن تفقدهم الثقة بأنفسهم، ومن الأمثلة على هذه الصعوبات ما يلي:
- تجاهل الوالدين لقدرات الطفل : وتبدأ هذه المشكلة مبكراً داخل نطاق الأسرة حيث يؤدي عدم اكتراث الوالدين لهذه القدرات إلى دفنها واختفائها في أغلب الأحيان، ويظهر هذا إما بسبب جهل الوالدين بأساليب التربية السليمة، أو انشغال الأهل، وربما سوء الوضع المادي الذي يجعل توفير متطلباته الخاصة صعباً.
- سقف توقعات مرتفع : إذا كان الإهمال مشكلة فالمبالغة في تقدير قدرات الشخص هو مشكلة أيضاً، حيث يشكل هذا ضغطاً على الشخص الذكي مما يجعله يلجأ إلى أساليب ملتوية لتحقيق النجاح مثل الغش وغيرها خوفاً من نظرة الآخرين له.
- صعوبة إنشاء العلاقات : الذكاء متنوع وامتلاك الشخص لمستوى ذكاء مرتفع لا يعني بالضرورة تمتعه بمهارات اجتماعية عالية، حيث يواجه الشخص الذكي مشكلة في تكوين الصداقات إما بسبب تميزه واختلافه عن الآخرين فلا يرى نفسه متوافقاً معهم، أو بسبب غيرة الآخرين وشعور زملائه بالعمل أو الدراسة بالكراهية نحوه لتميزه وتفوقه الدائم.
- افتقار البيئة سواء كانت الأسرة، المدرسة، العمل، المجتمع إلى الوسائل اللازمة لمساعدة الشخص الذكي على إظهار قدراته وتحديها ليبدع ويظهر موهبته مما يجعله دائم الشعور بالملل وربما يؤدي هذا إلى العزلة والانطوائية.
إن الذكاء والتميز والموهبة ليست كلها ذات جوانب إيجابية، فمنها ما يكون لعنة على صاحبه كما ذكرت ذلك خاصةً إذا لم يتم التعامل معها بحكمة وتوفير الوسائل اللازمة لاستغلال هذا الذكاء وإظهاره، لذلك يجب الانتباه لهؤلاء الأشخاص منذ طفولتهم حتى لا يضيعوا بين الحشود.
84 مشاهدة
