لقد نزل القرآن الكريم على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم مُفرّقا خلال ثلاث وعشرين سنة منها ثلاث عشر في مكة وهو العهد المكي وعشر سنوات في المدينة المنوّرة وهو العهد المدني. ولكن هنالك سور نزلت كاملة منها الفاتحة والقدر والماعون وتبَّت والنصر والكوثر والفيل والكافرون والإخلاص والفلق والناس كلها نزلت كاملة بلا خلاف بين العلماء على ذلك . وقيل أيضا انَّ سورة الفتح والمرسلات نزلت كاملة . أما من السِّوَر الطوال فقد قيل أنَّ سورة الأنعام نزلت دفعة واحدة يجرّها سبعون ألف ملك. لذلك من يقرأها في يوم فإنَّ السبعين ألف ملك يصلّون عليه ويستغفرون له إلى أن يمسي وإن قُرأت في ليل يصلّون على قارئها حتى يُصبح.
وهي سورة مكية حافلة بالتجليات الإهية الجلالية وحين نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على ظهر ناقته فبركت الناقة من عظمة التجليات المرافقة لسورة الأنعام وثقلها وهي أكثر سورة ورد فيها لفظ الجلالة "الله".