إذا كان قصدك مكانة الرفق بالحيوان في الشريعة الإسلامية، فيكفي أن تعلم أن رحمة الحيوان وسقايته ابتغاء الأجر من الله هو سبب من أسباب مغفرة الذنوب ودخول الجنة، وفي المقابل فإن تعذيب الحيوان قد يكون سبباً كافياً في دخول النار.
فقد جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"بينما رجل يمشي فاشتد عليه العطش فنزل بئرا فشرب منها ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال: لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي، فملأ خفه ثم أمسكه بفيه ثم رقي فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له، قالوا يا رسول الله: وإن لنا في البهائم أجرا؟ قال: في كل كبد رطبة أجر" (متفق عليه).
فهذا الرجل سقى كلباً ماءً رحمة به وابتغاء الأجر فغفر الله له، ثم وضح النبي أن كل حيوان أو دابة اعتنيت بها فإن لك فيها أجر.
وفي المقابل جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ في هِرَّةٍ، سَجَنَتْها حتَّى ماتَتْ، فَدَخَلَتْ فيها النَّارَ، لا هي أطْعَمَتْها وسَقَتْها، إذْ هي حَبَسَتْها، ولا هي تَرَكَتْها تَأْكُلُ مِن خَشاشِ الأرْضِ"(متفق عليه)
فهذه امرأة دخلت النار وعذبت لأجل هرة عذبتها ولم ترحمها.
ولو أخذنا نتتبع مدى رحمة الإسلام بالحيوانات ودعوته إلى الرفق بها وحقوقها لطال بنا الحديث، فالإسلام حرم تعذيبها وأوجب إطعامها ونهى عن القسوة عليها وتحميلها ما لا تطيق، ونهى أن تصاد وتقتل لمجرد اللهو والعبث والتسلي.
وفي حال الرغبة في ذبح الحيوان لأكله والاستفادة منه فإن الإسلام جعل لهذا الذبح طريقة وشروطاً لتضمن أسهل طرق إزهاق روح الحيوان وأخفها عليه كما جاء في الحديث عن شداد بن أوس رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته) رواه مسلم
وهذه الطريقة في ذبح الحيوان ثبت علمياً أنها أفضل طرق إزهاق روح الحيوان وأخفها بخلاف ما قد يظن البعض أن هذ الذبح فيه تعذيب للحيوان وقسوة عليه، ويتخذون هذا الأمر وسيلة للطعن في الإسلام وزعم أنه لا يحرص على حقوق الحيوان، وهذا كذب مخالف للحقيقة والواقع.
والله أعلم