لسورة فصلت كما لكل سور القرآن الكريمالكثير من الدروس والعبر المستفادة، وفي كل مرة يقرأ فيها الإنسان القرآن الكريم بوعي يظهر له فائدة جديدة، وهنا سأخبرك ببعض الدروس العبر الذي وردت عن هذه السورة .
في البداية سورة فصلت سورة مكية بالاجماع، نزلت بعد سورة غافر. وكونها من السور المكية فمواضيعها تركزت على العقيدة.
هذا وقد ذكر اهل التفسير الكثير من مقاصد السورة والعبر المستفادة منها. من ضمن هذه المقاصد:
- أن الله بعث رسله بالعلم، حتى يؤمنوا بالله سبحانه، والاستقامة على طاعته.
- بينت السورة عاقبة الأقوام الذي عصوا الله وهم قوم عاد وثمود، وكيف أهلكهم الله، بعد ما أرسل لهم رسلاً يبصحونهم ويبينوا لهم آيات الله سبحانه، ولكنهم أصروا على العصيان رغم علهم بالحق، وهذا تنبيه وتحذير للمؤمنين بعاقبة من يعصي الله رغم معرفته للحق.
وقد ذكر سيد قطب في ظلال القرآن عن السورة، أنها تناقش أمور العقيدة بحقائقها الأساسية، وتبين السورة طريقة الدعوة إلى الله وخُلق الداعية إلى الله سبحانه. وفيها عرض لآيات الله في الأنفس والآفاق، وتحذير من التكذيب بهذه الآيات.
كذلك تتحدث السورة عن حال السعداء المؤمنين، الذين استقاموا على شريعة الله ودينه، فأكرمهم الله سبحانه بالأمن والأمان في دار الجنان مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسُن أولئك رفيقاً، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا)، أي: آمنوا بالله إيمانا صادقا وأخلصوا العمل له، ثم استقاموا على توحيد الله وطاعته، وثبتوا على ذلك حتى الممات، (تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)، أي: تتنزل عليهم ملائكة الرحمة عند الموت بأن لا تخافوا مما تقدمون عليه من أهوال القيامة، ولا تحزنوا على ما خلفتموه في الدنيا من أهل ومال وولد، فنحن نخلفكم فيهم، وأبشروا بجنة الخلد التي وعدكم الله بها على ألسنة رسله.
هذا بعض من المستفاد من سورة فصلت، وبامكانك التوسع أكثر بالنظر في كتاب ظلال القرآن، أو تفسير ابن عاشور وغيره.
المصدر
إسلام ويب