الحكمة : بيّنها ووضحها الله تعالى وهي من (أجل التعارف)، قال الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) سورة الحجرات (13)
- فالحكمة من خلق الناس مختلفين ومتفرقين شعوباً وقبائل - حتى يتم التعارف فيما بينهم من خلال النسب والتجارة والسفر وطلب العلم - لأن الإنسان مدني بطبعه واجتماعي بفطرته فيحب التعرف على الآخرين . فيعرف فلان إبن فلان إبن قبيلة وعشيرة فلان ، في بلد كذا وكذا .
- ولهذا من الأفضل تغريب النكاح حتى يتم التعارف والتآلف والترابط بين الشعوب والقبائل لأن النكاح هو الرابط الوحيد الذي يترتب عليه قرابة ونسب أبدي.
- أما الفرق بين الشعوب والقبائل :
1- الشعوب: هي جمع شعب ، والذي يتكون من عدة قبائل .
-بينما القبائل : فهي التي يتكون منها الشعب .
2- الشعوب هي : العشائر الكبيرة .
-بينما القبائل : هي البطون والأفخاذ لتلك العشائر .
3- الشعوب : هي جماهير الناس بشكل عام .
- بينما القبائل : هي الأفخاذ .
4- الشعوب : هي التي تنتج عن طريق النسب بين الناس .
- بينما القبائل : هي الأفخاذ الكبار .
- وقد جعل الشرع ميزان التفاضل بين الناس بعد تعارفهم هو (التقوى) : قال الله سبحانه وتعالى : ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ )
-وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم قال: ( يا أيها الناس، إن الله قد أذهب عنكم عُبّية الجاهلية -كبرها وفخرها- وتعاظمها بآبائها، فالناس رجلان: بر تقي كريم على الله، وفاجر شقي هين على الله، والناس بنو آدم، وخلق الله آدم من تراب، قال الله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات:13]
- وعليه : لم ينكر الإسلام أهمية النسب وأهمية التعارف بين الناس ، وأهمية المصاهرة بينهما ، والتعامل فيما بينهم في شتى أنواع التعامل وفي جميع مجالات الحياة ، ولكنه بنفس الوقت لم يجعل ميزان التفاضل اللون أو الجنس أو الشكل ،أو المنصب والجاه والسلطان والمال والعرق والشعب والعشيرة والقبيلة ، بل جعل ميزان التفاضل هو الإيمان والخلق والتقوى فقط . حتى يبتعد الجميع عن العصبية والجاهلية والحزبية والعرقية ويتسابق الجميع إلى التنافس بالتقوى والعمل الصالح .