ما هي الحكمة من خلق الله تعالى للزلازل وما الذي يتوجب فعله عند حدوثها

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٤ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
الحكمة من خلق الله تعالى للزلازل والبراكين وغيرها من الكوارث  لتكون آيات ودلائل على قدرة الله تعالى وليخوف الله سبحانه وتعالى عباده  يقول الله تعالى: ( وَمَا نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلَّا تَخْوِيفاً).
- فكل ما يحدث من الرعب والخوف  المجلجل للقلوب  هو إنذار وتخويف للعباد لعلهم  يعودون إلى ربهم ويتوبون إليه ويستغفرونه
يقول الله تعالى  ( فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ). سورة العنكوت آية 40
- فلا تزال آيات الله تعالى على عباده تتابع ، وتتوالى  فتلك الآيات التي تأتي بأشكال وبصور متنوعة  مثل  الزلازل المدمرة والمروعة والرياح العاتية والتي تدمر بشدتها ما حولها، والفيضانات المهلكة ، والحروب الطاحنة ، وغيرها من الكوارث 

- ولنا عبرة فيما .حدث في بعض البلدان  في شانكي بالصين في عام 1556م… من زلزال عظيم دمر الكثير من العمران ،فكم من بنايات سقطت  وهي ممتلئة بالسكان ؟! وكم من منازل تهدمت على أصحابها ؟!
وهذا الزلزال قد تسبب في  أهلاك وقتل  ألوف من البشر  حتى وصل العدد إلى  أكثر من أربعة ألف قتيل ، وقد شرد فيه خلق كثير ، وذلك كله في دقائق ! يقول الله تعالى ( قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ) . سورة الإنعام آية 65

- فهذه الزلازل  عقوبة من الله  الجبار جل جلاله على ما يرتكبه العباد من الإعراض عن ذكره  وعن العمل بدينه وارتكاب  الفواحش والمحرمات  والمجاهرة بها بدون  رقيب ولا حسيب ولا حتة حياء من الجبار  القاهر .
- ومن قدرة الله على ذلك فإنه  يأذن جل جلاله لهذه الأرض أن تتحرك بضع دقائق أو  ثوان  فيحدث بذلك دمار عظيم  يشمل المكان ،
- وإذا نزلت  عقوبة الله فإنها قد تشمل الصالح والطالح ، والصغير والكبير ، والذكر والأنثى على حد سواء ثم  بعذ ذلك يبعثون على نياتهم
- فقد ثبت عن الإمام أحمد من حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا ظهرت المعاصي في أمتي عمهم الله بعذاب من عنده ، فقلت يا رسول الله ، أما فيهم يومئذ أناس صالحون ؟ قال : بلى ، قلت : كيف يصنع بأولئك ؟ قال : يصيبهم ما أصاب الناس ، ثم يصيرون إلى مغفرة من الله ورضوان )رواه أحمد

- وقد أوضح وبين  لنا الله  جل جلاله أن هذه المصائب التي تحل بالعباد ما هي إلا بسبب ذنوبهم ومعاصيهم : لقوله تعالى  ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) سورة الشورة آية 30
وكما قال  جل شأنه : (( مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ )) سورة النساء آية 79

- قال العلامة ابن القيم ـ رحمه الله ـ : ( وقد يأذن الله سبحانه للأرض في بعض الأحيان فتحدث فيها الزلازل العظام فيحدث من ذلك الخوف والخشية والإنابة والإقلاع عن المعاصي والتضرع إلى الله سبحانه والندم ، كما قال بعض السلف وقد زلزلت الأرض ..: ( إن ربكم يستعتبكم )

- وقد وذكر الإمام أحمد عن صفية رضي الله عنها  أنها قالت  قالت : ( زلزلت المدينة على عهد عمر فقال : أيها الناس ، ما هذا ؟ ما أسرع ما أحدثتم . لئن عادت لا تجدوني فيها )

- كما ورد عن أنس بن مالك في كتاب الجواب الكافي  : ( أنه دخل على عائشة هو ورجل آخر ، فقال لها الرجل : يا أم المؤمنين حدثينا عن الزلزلة ؟ فقالت : إذا استباحوا الزنا ، وشربوا الخمور ، وضربوا بالمعازف ، غار الله عز وجل في سمائه ، فقال للأرض : تزلزلي بهم ، فإن تابوا ونزعوا ، وإلا أهدمها عليهم ، قال : يا أم المؤمنين ، أعذابا لهم ؟ قالت : بل موعظة ورحمة للمؤمنين ، ونكالاً وعذاباً وسخطاً على الكافرين ..)

فينبغي على المسلم أن يبتعد عن المعاصي والمنكرات ويسارع إلى التوية النصوح فلا يدري متى يحل غضب الله تعالى على عباده المفسدون فيشمل العذاب الصالح والمفسد 
فإن حدث زلزالا ينبغي للمسلم أن يكثر من الإستغفار وإلى الرجوع إلى الله تعالى