قدم الله تعالى الليل على النهار في كل آيات القرآن الكريم، وذلك لأن الليل يسبق النهار في الخلق، فقبل خلق الأجرام السماوية كانت السماء ظلمة، وعلى ذلك، فإن اليوم يبدأ من الليل، حيث إن في غروب الشمس، ينتهي يوم، ويبدأ يوم جديد.
قال الله تعالى: (وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) ﴿١٣ الأنعام﴾
قال الله تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ) ﴿١٦٤ البقرة﴾
قال الله تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ) ﴿١٩٠ آل عمران﴾
قال الله تعالى: (إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ) ﴿٦ يونس﴾
قال الله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ) ﴿٨٠ المؤمنون﴾
قال الله تعالى: (يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ) ﴿٤٤ النور﴾
وفي ذلك، قال فاضل السمرائي في كتابه (أسرار البيان في التعبير القرآني- فصل التقديم والتأخير)
وجعلوا من ذلك تقديم الليل على النهار والظلمات على النور قال تعالى: {وَهُوَ الذي خَلَقَ الليل والنهار والشمس والقمر} [الأنبياء: 33] فقدم الليل لأنه أسبق من النهار وذلك لأنه قبل خلق الأجرام كانت الظلمة، وقدم الشمس على القمر لأنها قبله في الوجود. وقال: {يُقَلِّبُ الله الليل والنهار} [النور: 44] إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة. ومثل تقديم الليل على النهار تقديم الظلمات على النور كما ذكرت. قال تعالى: {وَجَعَلَ الظلمات والنور} [الأنعام: 1] وذلك لأن الظلمة قبل النور لما مر في الليل.
مثل ذلك نقول في تقديم ذكر الله تعالى الشمس على القمر في القرآن الكريم، وذلك لأن الشمس تسبق القمر في الوجود.
قال قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) [الحج: 18]
وقال تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا) [يونس: 5]
وقال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ) [الرعد: 2]