ما هي الحكمة من تسمية بعض السور بأسماء أنبياء دون غيرهم وهل يعد ذلك تشريفاً لهم

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٣ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
إن الحكمة من تسمية بعض السور القرآنية بأسماء الرسل أو الأنبياء لأن كل سورة سميت بنبي روت قصته وحياته وكيف كانت دعوته.

-
ولا شك بأن الله قد شرفهم بذكر أسمائهم في كتابه الكريم.

-وقد فضل الله بعض الرسل بقوله تعالى: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ) فالتفضيل بين الأنبياء جائز لأنهم متفاوتون في الدرجات عند الله تعالى لكن ينبغي أن لا نفرق بينهم في درجة الإيمان.
 
- كما أنه لا يوجد تعارض بين قوله تعالى: (لا نُفَرِّق بَيْن أحدٍ من رُسُلِه) سورة البقرة/285.
وبين قوله تعالى: (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض) سورة البقرة 253
- والجمع بين الآيتين:
يعني نؤمن بهم جميعا، لا نؤمن ببعض ونكفر ببعض، بل الجميع صادقون بارون راشدون. وهذا لا ينافي تفاضل الأنبياء، فالتفريق المنهي عنه بين رسل الله أن يقال: هذا رسول، هذا ليس برسول، فهذا كفر، لأن من كفر برسول فقد كفر بالله.
بخلاف من فاضل بين الأنبياء، كما جاءت به نصوص الكتاب والسنة، فهذا تصديق وإيمان. 


-ولا بد أن نعلم أن أسماء السور القرآنية توقيفية،

-
أي أن جبريل عليه السلام عندما كان ينزل بالسورة كاملة يسميها لرسول الله، وعندما ينزل ببعض الآيات فيقول له ضع هذه الآيات في سورة كذا في مكان كذا، لأن ترتيب الآيات والسور توقيفي أيضاً،

-وأسماء السور القرآنية جاءت بتسمية من الله عزّ وجلّ فالله سبحانه وتعالى سمى كل سورة بالاسم المناسب فأغلب السور القرآنية التي نزلت على سيدنا محمد كانت تتكلم عن مضمون معين أو حادثة نزلت فيها أو لأجلها. وقد أخذت الآيات الكريمة وأخذت الاسم من مسماها.

-فمثلا سور الأنبياء التي تم ذكرها في القرآن الكريم تروي قصص الأنبياء عليهم السلام وما حدث معهم أثناء الدعوة الإسلامية وما واجهوه من ظلم وجور وعدوان من أقوامهم.


- وإن كان هناك بعض الأسماء الاجتهادية لبعض السور (مثل سورة الأنفال / اسمها الاجتهادي سورة القتال، سورة الفاتحة / اسمها الاجتهادي سورة الحمد أو الشافية أو الأساس أو السبع المثاني).

- والسور التي تحمل أسماء أنبياء ورسل هي:
أولاً: سورة نبي الله يونس عليه الصلاة والسلام.
ثانياً: سورة نبي الله هود عليه الصلاة والسلام.
ثالثاً: سورة نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام.
رابعاً: سورة نبي الله إبراهيم عليه السلام.
خامساً: سورة نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام.
سادساً: سورة خاتم الأنبياء والمرسلين سورة محمد صلى الله عليه وسلم.

فنلاحظ بأن سيدنا يونس عليه السلام هو أحد الأنبياء والمرسلين بنص القرآن، وقد ذكره الله جل وعلا في القرآن باسمه الصريح، كما أن الله تعالى ذكره بكنيته أو بلقبه وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا سورة الأنبياء: 87، وقوله تعالى: (ولا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ) سورة القلم: 48

-كما نلاحظ بأن سورة هود فيها عددٌ من الأنبياء: موسى، وإبراهيم، ونُوح، ولُوط، وشُعَيب، وصالح، وهُود - عليهم السلام - فلماذا سُمِّيَتْ باسم هود خصوصا؟ 

فقد ذكر السيوطي رحمه الله تعالى سبب ذلك فقال: "أنه إذا قيل قد ورد في سورة هود ذكر نوح وصالح وإبراهيم ولوط وشعيب وموسى، فلم خصت باسم هود وحده مع أن قصة نوح فيها أوعب وأطول؟ 
قيل: تكررت هذه القصص في سورة الأعراف وسورة هود والشعراء بأوعب مما وردت في غيرها، ولم يتكرر في إحدى هذه السور الثلاث اسم هود كتكرره في سورته، فإنه تكرر فيها في أربعة مواضع، والتكرار من أقوى الأسباب التي ذكرنا، قال: فإن قيل: فقد تكرر اسم نوح فيها في ستة مواضع؟ قيل: لما أفردت لذكر نوح وقصته مع قومه سورة برأسها فلم يقع فيها غير ذلك، كانت أولى بأن تسمى باسمه من سورة تضمنت قصته وقصة غيره"

-ونرى بأن سورة يوسف قد سميت بأحسن القصص لأنها وردت متكاملة من أولها لآخرها في نفس السورة، أي متكاملة البناء.

-وقال بعض المفسرين سميت بذلك لأنها اشتملت على موضوعات متعددة وأعراض متنوعة.. عالجت جميع المسائل التربوية والاجتماعية. والنفسية والإصلاحية وجميع المواضيع الاقتصادية لذا قال الله جل وعلا عنها: " آيات للسائلين " وقال البعض سميت أحسن القصص لأن في نهايتها حسن المآل وطيب العافية.. وسميت باسم النبي يوسف لأنها حكت عن سيدنا يوسف منذ نعومة طفولته إلى أن أصبح ملكاً نبياً.