1- ورد عن الحنابلة أنهم قالوا : لقد شرع تكرار السجود في كل ركعة دون غيره لأن السجود أبلغ ما يكون في التواضع، لأن المصلي لما ترقى في الخدمة بأن قام ثم ركع ثم سجد فقد أتى بغاية الخدمة، ثم أذن له في الجلوس في خدمة المعبود فسجد ثانياً شكراً على اختصاصه بالخدمة وعلى استخلاصه من غواية الشيطان إلى عبادة الرحمن.
2- ولعل من الحكم لإن العبد أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد ، فناسب أن يكون السجود مرتان والركوع مرة واحدة ، ففي الحديث الصحيح عن أبي هريرةَ - رضي الله عنه - أنَّ رسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قَالَ: ( أقربُ مَا يَكونُ العبْدُ مِن ربِّهِ وَهَو ساجدٌ، فَأَكثِرُوا الدُّعاءَ ) رواهُ مسلم.
- وتقول عائشة رضي الله عنها أنها فقدته ذات ليلة فوجدته في المسجد يصلي ليلا ويقول في سجوده: ( اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك )
3- أن العبادة بالإتباع ومن شروط قبولها عند الله تعالى أن تكون موافقة للسنة، وبالنسبة للصلاة فقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم أمام الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم وقال : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) .
4- القاعدة الشرعية تقول ( العبادات لا تعلل ) يعني ليس شرطاً أن يكون لكل عبادة علة وسبباً لها ، فلماذا كان عدد صلاة الفجر ركعتين ، بينما الظهر أربعاً ؟! ولماذا نصوم شهراً لا شهرين ؟ وعدد الجمار لماذ قيدهم الشرع بهذا العدد ؟ فالإجابة على هذه الاسئلة يرجع إلى القاعدة الشرعية بأن العبادات لا تعلل ، فالذي يكون له حكمة ظاهرة أو علة أو سبباً واضحاً نقوله ونأخذ به ، أما أي عبادة ليس لها علة واضحة علينا أن نتعبد بها الله تعالى كما أراد دون أن نسأل ما علتها وما سببها ولماذا شرعها الله تعالى ؟ فالله تعالى حكيم عليم يعلم ما يشرع لنا سواء علمنا الحكمة من وراء هذا التشريع أم لم نعلم .