من أسماء الله تعالى العادل ومن صفاته العدل والحكمة ، وما يصيب الإنسان أو الحيوان من مرض أو جوع أو هلاك من باب الإبتلاء .
- فالنسبة للإنسان هو إبتلاء للإنسان نفسه أن يعود إلى الله تعالى وأن يصبر على ما يصيبه من مصائب .
- وأنا بالنسبة لمصائب وإبتلاءات الحيوانات فليس المقصود هي بذاتها لأنها غير مكلفة ولكن المقصود هم أصحاب تلك البهائم والحيوانات - حيث يبتليهم الله تعالى مثلاً بهلاك حيواناتهم أو أن يبتليه الله تعالى بنقص في علفها ، أو أن يتم تسميمها ، أو سرقتها - فهذا يكون إبتلاء لحكمة يعلمها الله تعالى ، فقد يكون جمعها من حرام ، أولا يؤدي زكاتها !!
- وقد سُئل الشيخ صالح الفوزان عن نفس المسألة المطروحة ولكنه لم يجب عن سبب ابتلاء هذه الحيوانات وهي غير مكلفة وهل يتم تعويضها في الآخرة أم لا.
وإليكم السؤال:
نعلم حكمة ما يصيب الإنسان المسلم من مصائب، فقد تكون امتحانًا وابتلاء، وقد تكون عقوبة لما حصل منه من أخطاء، هنا يأتي سؤال: ما الحكمة من المصائب التي تقع على الإنسان الكافر؟ وما الحكمة من وقوع المصائب والأوجاع على الأطفال الصغار؟ حيث تقع على بعض الأطفال دون البعض الآخر؟ وماذا يقال عن المصائب (من مرض أو كسر أو جرح) التي تقع على بعض الحيوانات والطيور؟
الجواب:
حكمة الله تعالى في خلقه لا يمكن الإحاطة بها، فمنها ما ندركه، ومنها ما لا ندركه، لكننا نقطع ونؤمن أن الله سبحانه لا يفعل شيئًا إلا لحكمة بالغة؛ لأنه سبحانه منزه عن العبث، وما يصيب الكافر من المصائب فإنه عقوبة على كفره ومعاصيه، قال تعالى: {وَلَنُذِيقَهمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [السجدة:21]، وقال تعالى: {وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ} [الطور: 47]، وأما ما يصيب الصغار، فإنه قد يكون عقوبة لآبائهم أو ابتلاء لآبائهم، ليظهر صبرهم واحتسابهم إلى غير ذلك، وكذا ما يصيب البهائم فإنه عقوبة لملاكها أو ابتلاء لهم، قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 155، 156].
- أما بخصوص تعذيب الحيوانات فهو محرم في الشريعة الإسلامية ، كإتخاذ الحيوانات مكاناً للرمي عليهن بالسهام أو بالمسدس من باب التسلية وغيرها .