لا بد أن نعلم حقيقتين هما :1- أن ترتيب الآيات والسور وأسماء السور في القرآن الكريم ( ترتيباً توقيفياً ) أي من عند الله تعالى ، وعن طريق الوحي جبريل عليه السلام .
2- أن تقسيم القرآن الكريم إلى أجزاء وأحزاب وأرباع إنما هو أمر إجتهادي ، لم يكن زمن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم .
- ولكن المشهور عن الصحابة في التحزيب هو ما يرويه أوس بن حذيفة قال : ( سَأَلْتُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ يُحَزِّبُونَ الْقُرْآنَ ؟ قَالُوا :
ثَلَاثٌ ، وَخَمْسٌ ، وَسَبْعٌ ، وَتِسْعٌ ، وَإِحْدَى عَشْرَةَ ، وَثَلَاثَ عَشْرَةَ ، وَحِزْبُ الْمُفَصَّلِ وَحْدَهُ ) رواه أبو داود (1393) .
- والمعنى : -
ثلاث سور : وهي بعد (الفاتحة : البقرة ، وآل عمران ، والنساء) .
-
خمس سور : وهي : ( المائدة ، والأنعام ، والأعراف ، والأنفال ، والتوبة) .
- سبع سور : وهي : ( يونس ، وهود ، ويوسف ، والرعد ، وإبراهيم ، والحجر ، والنحل) .
- تسع سور : وهي : ( سورة الإسراء ، والكهف ، ومريم ، وطه ، والأنبياء ، والحج ، والمؤمنون ، والنور ، والفرقان ) .
- إحدى عشرة سورة : وهي : ( الشعراء ، والنمل ، والقصص ، والعنكبوت ، والروم ، ولقمان ، والسجدة ، والأحزاب ، وسبأ ، وفاطر ، ويس) .
- ثلاث عشرة سورة : وهي : ( الصافات ، وص ، والزمر ، وحَواميِم السَّبع ، ومحمد ، والفتح ، والحجرات ) .
- ثم الباقي : وهو : من( سورة ق إلى الناس ) .
- وعليه : فالقرآن الكريم مكون من (
30 ) جزء .
- وبما أن مجموع عدد صفحات القرآن الكريم =
604 صفحة .
-
فالجزء الواحد : مكون من ( 20 ) صفحة من القرآن الكريم . - والجزء مكون من حزبين .
- والحزب هو عبارة : عن (
10 ) صفحات .
- وقد يكون الحكمة من التقسيم هكذا حتى يسهل على الناس تلاوة القرآن الكريم ، وفهمه ، وتدبره ، وحفظه .
- وحري بالمسلم أن يختم القرآن الكريم تلاوة بالشهر مرة ، فالشهر ثلاثون يوماً ، والقرآن الكريم ثلاثن جزءاً ، فلو قرأ المسلم كل يوم جزء ، فسيختم القرآن كل شهر مرة، وقراءة الجزء لا تأخذ وقت أكثر من 20 دقيقة ، فهل يُعقل لا يجد المسلم من وقته هذا الوقت اليسير لقراءة ورده اليومي !!؟ .
- أما من هو أول من قسم القرآن الكريم على هذا النحو؟-فيقول أهل العلم أن
واضعه هو الحجاج بن يوسف الثقفي المتوفى سنة (110هـ) ، وأن مناط التقسيم فيه كان على عدد الحروف.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – كما في "مجموع الفتاوى" (13/409) - :
" قد علم أن أول ما جُزِّئَ القرآن بالحروف تجزئةَ ثمانية وعشرين ، وثلاثين ، وستين ، هذه التي تكون رؤوس الأجزاء والأحزاب في أثناء السورة ، وأثناء القصة ونحو ذلك ، كان في زمن الحجاج وما بعده ، وروي أن الحجاج أمر بذلك ، ومن العراق فشا ذلك ، ولم يكن أهل المدينة يعرفون ذلك .
وإذا كانت التجزئة بالحروف محدثة من عهد الحجاج بالعراق ، فمعلوم أن الصحابة قبل ذلك على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعده كان لهم تحزيب آخر ؛ فإنهم كانوا يقدرون تارة بالآيات فيقولون : خمسون آية ، ستون آية ، وتارة بالسور ، لكن تسبيعه بالآيات (يعني تقسيم القرآن إلى سبعة أقسام بالآيات) لم يروه أحد ، ولا ذكره أحد .
- ولمزيد من التفاصيل يمكنك مراجعة موقع (
الإسلام سؤال وجواب )