جزر تنتشر على امتداد السواحل "الغربية والجنوب غربية" لدولة تركيا يخضع العديد منها لمدينة أثينا بالرغم من أنها تبتعد مئات الأميال عن اليونان، بينما أن بعضاً منها مثل جزيرة "Kastellorizo" تبعد عن تركيا مسافة 2 كيلو متر فقط، مقابل أنها تبعد مسافة 550 كيلومترا عن اليونان.
تشدد اليونان بعدم السماح لتركيا بالتنقيب عن النفط في مياه البحر التي تأتي بعدها بآلاف الكيلو مترات، بالرغم من أن مساحة الجزيرة لا تتعدى 12 كيلومترا مربعا، وهذا ما تعتبره تركيا مخالف للقانون والمنطق.
ومن الجزر التي تعد أكثر إثارة للجدل بين اليونان وتركيا مجموعة "Dodecanese"، وهي عبارة عن 15 جزيرة كبيرة الحجم، و 150 جزيرة صغيرة.
نعود لتاريخ تلك الجزر وكيفية احتلالها، فهي بالأصل جزر عثمانية، وقد ثار اليونانيون على الدولة العثمانية عام 1821م، واندلعت حرب استمرت 8 سنوات إلى أن تم اتفاق بريطانيا وفرنسا وروسيا على استقلال اليونان بموجب "بروتوكول لندن" الذي أصدر عام 1830 م.
لكن بعض الجزر الموازية للأناضول "Anatolia" لم تكن ضمن اليونان المستقلة، بل بقيت تحت السيطرة العثمانية، ويقطن فيها السكان الأتراك واليونانيون.
لاحقا احتلت إيطاليا جزر "Dodecanese" تحديدا في عام 1912 م، أثناء مقاومتها للدولة العثمانية في حربها على ليبيا، ثم أصبح "الأرخبيل" أي "جزر بحر إيجه" قاعدة بحرية لإيطاليا وفرنسا وبريطانيا خلال الحرب العالمية الأولى من عام 1914م إلى عام 1918 م؛ مما شكل خطرا على المضائق التركية.
ضمن معاهدة "لوزان" التي عقدت في عام 1923 م، ضمت الجزر المحتلة إلى إيطاليا، وكان هنالك محاولة لنشر الثقافة الإيطالية بها. كرست إيطاليا وألمانيا تلك الجزر لانطلاق العمليات أثناء الحرب العالمية الثانية تحديدا لغزو جزيرة كريت اليونانية عام 1941 م.
بعد استسلام إيطاليا عام 1943 م، حدثت معركة في الأرخبيل "Archipelago" بين الحلفاء الذين حاولوا السيطرة عليه، وقد تمكنت ألمانيا من السيطرة على المنطقة.
بعد هزيمة برلين تم تسليم تلك الجزر لبريطانيا ثم سلموها لليونان، وثبت ذلك في معاهدة السلام بين الحلفاء وإيطاليا عام 1947م أي اهتمام بأنها انتزعت بالأساس من الدولة العثمانية بالأصل، وانها تشكل امتدادا طبيعيا للأناضول.
لقد أزعجت هذه الخطوة تركيا، بينما اعتبرت اليونان أن الجزر "Dodecanese" عادت لها بعد غياب استمر لمدة 740 عاما، وقد هاجر عدد من سكانها المسلمين إلى تركيا.
28 مشاهدة
