مشكلة الأمور الغريبة التي نفعلها أننا سنقوم بهم لفترة طويلة من الزمن دون الانتباه للأمر، ولا ندركهم إلا عن طريق شخص ما قد انتبه عليهم وقام بتنبيهنا، أو بسبب مرورنا بحالة من الوعي والتركيز أثناء قيامنا بهم.
أحد الأمور التي أقوم بها هي ضغطي وشدي على شفتاي ويداي وأقدامي أثناء تركيزي الشديد؛ فعندما أقوم بالتركيز أثناء قيامي بالرسم أو الدراسة أو التفكير المكثف -خاصةً الذي يهدف للتوصل لفكرة إبداعية-. فمثلًا أثناء حلي لمسألة ما سأقوم بالشد على القلم باليد التي تحمله وأكوّر اليد الأخرى الحرة، وإذا استصعبت المسألة سأشد على شفتاي وأقدامي، وفي بعض الأحيان سيتباطأ تنفسي لضغطي على رئتاي!.
لاحظت هذه العادة أول مرة في يوم امتحان مادة كنت متوترة وخائفة جدًا بشأنها، فعندما استيقظت بِفك مشدود لقيامي بما يسمى
بصريف الأسنان -أي شدي وطبقي وطحني لأسناني ببعضها البعض-، ظننت أنها مجرد حالة مرضية أقوم بها عندما أكون نائمة (بحالة من اللاوعي). لكن عند مقابلتي لشخص كان يشد على شفتيه أثناء تركيزه، تذكرت أن شفتاي دائمًا ما يملؤهم الجروح عند تركيزي بأمر مهم، ومع مرور الوقت ومراقبتي لعاداتي لاحظت أنها تحدث مع يداي وأقدامي أيضًا.
العادة الأخرى تتعلق بوضع البهارات والتوابل؛ فإذا كنت أضيف البهارات على الطعام الذي أقوم بطهيه أو أضع التوابل على السلطات، من المستحيل أن أقوم بذلك لمرة واحدة. فمثلًا عند وضعي للزيت على السلطة، أقوم بوضعه لأول مرة ثم أغلق الزجاجة، وعندما أصبح قريبة من مكانها الذي أريد إرجاعها له، أقوم بالإلتفاف وأرجع للسلطة كرة أخرى وأضيف كمية صغيرة جدًا من الزيت عليها.
وكنت دائمًا استغرب لماذا الطعام دائمًا ما يكون مبهر ومتبل فوق الحاجة معي، حتى انتبهت في يوم ما لهذا الأمر الغريب وأصبحت أخفف من البهارات والتوابل من المرة الأولى لمعرفتي بأمر عودتي لمرة ثانية.
أخبرني هل حقًا هذه الأمور غريبة ولا يطبقها أحد غيري، أم أنك تعرف شخصًا ما أو تقوم بها شخصيًا؟