لا بد وأن البعض لم يسبق أن سمع عن ظن وأخواتها كما سمع عن كان وأخواتها أو حتى إن وأخواتها. لكن ربما يعرفها بمسمىً آخر كـ "أفعال الشك واليقين" مثلًا. أما عن هذه الأفعال بالتحديد فهي إحدى عوامل المبتدأ والخبر، وما تقوم به عن دخولها عليهما كونها أفعالًا ناسخة هو أنها تقوم بـنسخ المبتدأ والخبر، فيصبح المبتدأ مفعولًا به أولًا، وأما الخبر فيصير مفعولًا به ثانيًا.
لكن الأمر في الواقع لا يقتصر على ذلك، حيث أن هذه الأفعال لها أنواعٌ وأقسام. فأما الأقسام فهي تتوزع على أربعة:
- من حيث النوع.
- من حيث التقديم والتأخير.
- من حيث التصرف.
- من حيث الإعمال والإلغاء.
1) من حيث النوع. أ- أفعال القلوب
- ما يدل على اليقين: رأى، علم، وجد، درى، تعلم.
- ما يدل على الرجحان: خال، ظن، حسب، زعم، عد، حجا، جعل، هب.
ب- أفعال التحويل: صير، جعل، هب، تخذ، ترك، رد، اتخذ.
2) من حيث التقديم والتأخير. أ- توسط ظن أو إحدى أخواتها بين المفعولين. ب- تقديم المفعولين على ظن أو إحدى أخواتها.
3) من حيث التصرف. أ- أفعال متصرفة: خال، ظن، حسب، زعم، عد، حجا، جعل، هب، رأى، وجد، درى. ب- الأفعال الجامدة أو الأفعال المتصرفة: هب، تعلم بمعنى اعلم.
4) من حيث الإعمال والإلغاء. أ- الإعمال: أي في حال تقدمت ظن أو أخواتها يجب إعمالها. ب- التعليق والإلغاء:
- التعليق هو ترك العمل لفظا دون معنى لمانع.
- الإلغاء وهو ما يعني ترك العمل لفظا ومعنى لا لمانع.
- أما غير المتصرفة بالإضافة لأفعال التحويل فإنه لا يكون فيها تعليق ولا إلغاء.
- أما إن إن توسطت بين المبتدأ وخبره كان في إعمالها وإلغائها أمرًا مخيرًا.
أما في ما يخص الأمثلة من القرآن الكريم، فإن القرآن مليء بالكثير من الأمثلة المهمة على الكثير من القواعد الخاصة باللغة العربية، ومنا قد انبثق أساس لغتنا العربية واشتدت قوائمه.
إليك بعض الأمثلة من التي ذكرت في القرآن الكريم:
- {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا}.
- {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ}.
- {إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا}.
- {يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ}.
- {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا}
- {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا}.
- {وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ}.
- {وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ}.
- {فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً}.
- {وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً}.
- {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً}.