أتذكر أنني عندما كنت معدة برنامج عالصبحية الذي تقدمه الإعلامية نسرين أبو دية على أثير راديو هلا، كنت قد اقترحت أن نتكلم عن أغنية "في حاجات" لنانسي عجرم والمعاني التي تحتويها هذه الأغنية، ولكن نسرين رفضت الحديث عن هذه الأغنية واستهزأت بها، ولكنها بعد أن قرأت كلماتها عندما أقنعتها بها تفاجأت، وغيرت فكرتها عن الأغنية، فهي كانت تعتقد أن الأغاني ذات المعاني العميقة لا تغنى إلا من قبل ماجدة الرومي وكاظم الساهر وأم كلثوم وهؤلاء.
هذه الأغنية تتكلم عني شخصياً وعن كل أنثى مفعمة بالإحساس وتهتم بالتفاصيل، وترغب بأن يفاجئها من تحب وأن يفهم عليها دون أن تتكلم وأن يعطيها ما تحتاج دون أن تطلب وأن يغيرها لتكون امرأة أجمل وأفضل.
فلو فهم كل رجل هذه الأغنية لتعلم أن يقرأ المرأة أكثر؛ سواء كانت حبيبته أو ابنته أو أخته أو أي امرأة في حياته... فنحن نحتاج أن تفهموننا وأن تستمعوا إلينا، وأن تركزوا فيما لا يقال أكثر من تركيزكم على ما يقوله اللسان، فنحن لا نستطيع أن نطلب منكم الاهتمام لكننا قد نلمح بذلك.
فلا تعتقد أنك إن وفرت المأكل والملبس والمال للمرأة فهذا كل شيء، فنحن نحتاج للاحتواء والتفهم والتعاطف أكثر من أي شيء آخر؛ فعندما تطلب منك زوجتك أن تلبسها الأسوارة أو أن تغلق لها سحاب الفستان فهذا لا يعني أنها عاجزة عن فعل ذلك بنفسها، بل يعني أنها بحاجة لقربك منها ولاهتمامك بتفاصيلها، وهي تود كذلك أن تلفت نظرك لها لتغازلها وتدللها.
قد تكون طريقة تفكير وتعبير كل منا مختلفة عن الآخر، ولكن قراءة المرأة وفهمها ليس بموضوع صعب، فما عليك إلا أن تنظر في عينيها لتقول لك هي كل شيء، عندها تفهمها وواسها وأغرقها بالكلام المعسول، وكن لها رجلاً يدعمها ويحميها لتكون لك أجمل امرأة،
ولا تتسبب في قتلها من الداخل...
فكما قال ملحم بركات في أغنية له "ما في ورد بيطلب مي، الورد بيبقى سكون، إذا ما سقيته شوي شوي عالسكت بموت"