ما هو علاج الميزوفونيا؟

2 إجابات
profile/د-عبدالرؤوف-العبوشي
د. عبدالرؤوف العبوشي
طبيب
.
٠٤ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
الميزوفونيا هي أحد الحالات النفسية التي تسبب توتر وتهيج شديد للشخص نتيجة سماع أصوات محددة مثل سماع صوت شخص يأكل، أو سماع صوت الحذاء أثناء السير وهذا قد يسبب مشاكل ومضاعفات للشخص مثل الانعزال حتى لا يسمع هذه الأصوات فتجد الشخص ينعزل عن تناول الطعام مع أسرته كي لا يسمع صوت أحد أفراد أسرته وهو يأكل مما يسبب له شعور بالاستفزاز الشديد والتوتر.

علاج الميزوفونيا:
التخلص من حالة الميزوفونيا يعتبر أمر صعب نسبياً حيث لا يمكن لهذا الشخص تجاهل هذه الأصوات التي تسبب له توتر شديد ولا يمكن أن تقول لهذا الشخص فقط عليك أن تتجاهل هذه الأصوات فهذا أشبه بأن تقول لشخص مصاب بالاكتئاب أن لا يحزن، لهذا يحتاج هذا الشخص إلا علاجات تساعده على التخلص من هذه الحالة، ولكن لا يوجد علاج دوائي يتم إعطائه للشخص المصاب بالميزوفونيا، بل يتم القيام بمجموعة من العلاجات النفسية والعلاجات السلوكية، حيث يتم القيام بالتالي:

  • استبعاد أي حالات أو اضطرابات طبية كامنة قد تسبب ميسوفونيا. في البداية يجب أن يتم استبعاد أي حالات مرضية مرتبطة بالأمراض العصبية أو الأمراض النفسية أو السمعية والتي قد تسبب حالة الميزوفونيا، كما يجب استثناء أي من هذه الحالات المرضية والتي قد لا تكون السبب بالإصابة بالميزوفونيا إلا أنها قد تصاحب هذه الحالة المرضية، لذلك يقوم الطبيب بمجموعة من الفحوصات لاستثناء هذه الأمراض وفي حال إيجاد أي مرض مسبب للميزوفونيا فإنه يتم وضع خطة علاجية للتعافي منه.


  •  علاج إعادة تدريب طنين الأذن هو الخطوة الأولى. يتم تدريب الناس على تحمل الضوضاء بشكل صحيح من خلال هذا الإجراء وهذا يساعد المريض على تحمل الأصوات المزعجة والتعود على مقاومتها.


  •  العلاج السلوكي المعرفي. شكل آخر من أشكال العلاجات النفسية التي تهدف إلى تعريض المريض إلى الأصوات التي تسبب له الشعور بالتهيج والاستفزاز الشديد، ومساعدة الشخص على تجاهل هذه الأصوات، حيث يساعد هذا العلاج على تدريب الشخص لمقاومة هذه الأصوات والتعود على عدم الاستجابة لها عند سماعها.


  •  التشاور.التشاور مع الأصدقاء أو الأهل عن هذه الحالة يساعدك في تقليل حجم المشكلة ويساعد الأشخاص القريبين منك على تفهم حالتك والمساعدة في علاجها.

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة
profile/مغيداء-التميمي
م.غيداء التميمي
مهندس مدني
.
٠٦ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
تشكو لي صديقة مقربة لي بأنها تعاني مع زوجها من مشكلة قد تبدو مضحكة، إلا أنها تعتبرها معاناة شخصية، وهي أنه كلما نام، يبدأ بالشخير، وهو يشخر بطريقة مزعجة والأمر يسبب لها قلقا، وتجعل حياتها خصوصا في الليل لا تطاق، وكأنما تعيش في ألم وعذاب مستمرين فأصبح الزوج والشريك مصدر إزعاج لها، فهما يتشاركان غرفة النوم بالطبع. والشخير ليس الصوت الوحيد الذي قد يسبب الإزعاج للآخرين، في بعض الأحيان يكون صوت مضغ الطعام مزعجا أيضا، حتى صوت التنفس، قد يكون الشهيق والزفير سببا للإزعاج، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها.

الميزوفونيا تصف حالة الناس التي تكره الصوت، وتتضايق من سماع أصوات معينة، ولا تتمكن من تحمله بسهولة، وهي قد تكون أصوات مرتفعة وعالية وأحيانا تكون أصوات شبه عالية أو حتى أصوات بسيطة، وقد يتضايق أشخاص نحبهم ونعرفهم من أصوات عادية جدا ويشعرون بالدوار لمجرد إنصاتهم لشخص يتحدث، فتراهم يطلبون من المتكلم التوقف عن الكلام لبرهة.

كراهية الصوت في حقيقة الأمر تقسم إلى نوعين هما: كراهية الأصوات الداخلية، وكراهية الأصوات الخارجية، إلا أنني هنا أتوقع من السائل أنه يستفسر عن علاج الضيق من الأصوات الخارجية، وهذا ما قمت بالبحث عنه للتأكد من دقة إجابتي.
وإن كنت ترغب في معرفة أكثر عن الضيق من الأصوات الداخلية فهي تخصص تابع لمواضيع التنمية البشرية لأنها أكثر ارتباطا بتيارات التفكير.

بما أنك سألت عن علاج كراهية الصوت، إذن أنت تعرف بأنه يصنف كمرض، وعلميا اسمه الميزوفونيا أو الميسوفونيا أو متلازمة حساسية الصوت الانتقائية Selective sound sensitinity syndrome، وهو يصنف على أنه اضطراب عصبي يتميز بردة فعل انفعالية بصورة سلبية، يعني أنك قد تجد نفسك متضايق من الأصوات المهموسة، وتركز كثيرا في الأصوات التي يصدرها الناس من حولك أثناء مضغهم للطعام وصوت سعالهم أو صوت الطباعة على مفاتيح الكتابة في جهاز الحاسوب، أو صوت التصفير أو غيرها من الأصوات.

في حقيقة الأمر، لن تتمكن من استخلاص الحقيقة، فهل الشخص الآخر فعلا يصدر أصوات مزعجة لا يمكن احتمالها؟ أم أن الأصوات محتملة والمشكلة موجودة عندك أنت شخصيا؟
لذلك تشخيص الميزوفزنيا محير قليلا، إلا أن هذا الموضوع زاد بسبب الوقت الذي نعيشه حاليا، فتلاحظ أن المدنية الحديثة بدأت بتسبيب مشكلة لنا في الأصوات التي نسمعها.

إن أساليب العلاج الحالية الممكنة تتمثل في أن تتجنب الصوت الذي يسبب لك إزعاجا، بمغادرة الغرفة أو المكان الذي فيه الإزعاج، أو أن تستخدم سدادات الأذن المتوفرة في محلات التجهيزات الطبية ومحلات مواد البناء أيضا، حيث يستخدمها العاملين على الآلات التي تصدر ضجيجا عاليا، وقد قامت شركة أبل بعمل مكاسب ضخمة من هذا الموضوع، ولا أعرف إن كانت تقصد ذلك أم لا، إنما عندما قامت بإصدار جهاز الآيبود وهو الجهاز الذي تحمل عليه المقاطع الصوتية والأغاني والألحان، وعندما تضع سماعات الآيبود الخاصة في أذنيك، فإنها تعودك على الاستماع لأصوات تبدو مريحة بالنسبة لك،  وتجد نفسك قد اعتدت على السماعات وعلى استخدام الجهاز ولا تتمكن من الاستغناء عنه خلال أدائك للتمارين الرياضية، أو في المواصلات العامة وأنت في طريقك إلى العمل، أو حتى خلال عملك، فكأن الشخص قام بعمل بيئة صوتية له بالشكل الذي يناسبه.

من أساليب العلاج أيضا تدريب حساسية الأصوات من خلال التعرض للأصوات السارة، أو استخدام العلاج السلوكي بالمتابعة مع الأخصائي النفسي وذلك لحل مشكلة تقبل الإنسان لهذا الصوت الذي يستمر في مضايقته.

أيضا حديثا بدأ الأخصائيين بتشجيع الأشخاص على الاستماع إلى ما يدعى بالموسيقى المتطرفة Extreme Music، ويقصد بها الموسيقى الصاخبة التي يقوم بتأديتها فرق الـ Heavy metal، والـ Hard core، والـ Punk، وغيرها من الموسيقى الصاخبة، وقد ذكرت صحيفة الجارديان أن هناك دراسة أجريت على تسعة وثلاثين فردا، أعمارهم تتراوح ما بين الثمانية عشرة سنة والأربع وثلاثين  سنة ووجدوا أن الأشخاص الذين يستمعون لهذه الأغاني الصاخبة، يمتلكون نسبة أعلى من المشاعر الإيجابية

وهم أكثر هدوءا في التعامل، وفسر السبب بأن هذه الموسيقى تماثل الغضب بداخلهم، وبرأيي الشخصي هو أن من يستمع إلى هذا النوع من الموسيقى التي تتمتع بدرجة صوتية مرتفعة جدا، فيصبح ما عداها وما هو دونها درجة صوتية صوتا عاديا غير مزعجا، فلا يتضايق من صوت شخص يمضغ بجانبه، لأنه الصوت بسيط لا يذكر بالنسبة له، فكأنما تقوم الموسيقى الصاخبة بتغطية الأصوات في دماغ الشخص، مما يسبب هدوءا في شخصياتهم.

أما من يعيشون في البيئة الهادئة، المعتادين على صوت التلفاز والمكيف والراديو وأزيز الثلاجة، فإنه يزيد من مشكلة الميزوفونيا عندهم، لأن الأصوات التي ذكرناها مسبقا هي أصوات رتيبة، تعود المخ على هذه الأصوات، وفي عدم وجودها، تفتقدها حاسة السمع لديهم، فجدتي على سبيل المثال، عندما تكون خارجا، بمجرد دخولها إلى البيت تطلب منا تشغيل جهاز التلفاز، ليس لأنها تود متابعة برنامجا ما، بل لأنها تجد فيه ونسا، والحقيقة هي أنها تضع نفسها في بيئة صوتية معينة اعتادت عليها وتشعها بالراحة، وقد تشغلها قبل النوم حتى تشعر بالنعاس وتنام، والكثيرون منا لا يتمكن من النوم إلا بوجود جهاز التلفاز وهو يعمل.

مع الأسف الشديد مع تطور الحياة، لم نعد نستمع إلى أصوات الطبيعة كما كان أسلافنا، فربنا خلق العديد من الأصوات الطبيعية، من أجل تدريب حاسة السمع عند الإنسان، كتغريد الطيور وصوت خرير المياه المتدفق وصوت الرياح وصوت نزول الأمطار وصوت صراصير الحقول والأزيز ونقيق الضفادع وطقطقة النيران، فهي رفاهية مجانية قد افتقدناها، قد لا نسمعها إلا في الرحلات وعند التخييم، وهي جميعا أصوات تتميز بتنوعها، وتدرب وتطور حاسة السمع عند الإنسان بصورة مستمرة، فلا تشعر بالوحدة، واختفاء هذه الأصوات يدل على حدوث كارثة طبيعية ما، ويقال عل سبيل المثال أنه قبل حدوث الزلازل، تتوقف الطيور والعصافير عن التغريد، وتبدأ في الهروب والاختفاء، كذلك قبل حدوث البراكين.

 إذا طالما أنت تجلس في بيئة خالية تماما من الأصوات الطبيعية، فاعلم أن الأمر غير طبيعي ويثير الشكوك، لذلك حاول أن تملأ بيئتك بأصوات من الطبيعة، وإن لم تتمكن من الخروج والاستمتاع بها خارج المنزل، أو في الفناء أو الشرفة، فحاول على الأقل أن تشغل بعض الأصوات الطبيعية المسجلة التي تجدها متوفرة على اليوتيوب مجانا، وعود نفسك على الاستماع إليها، وأعدك أنك ستتخلص من موضوع كراهية الأصوات في فترة وجيزة، وتصبح تتقبل جميع الأصوات بدون أي مشاكل.