لا بد أن هذا النوع من الطيور قد اثار فضولك لكثرته وزيادة أعداده من حولك وخاصة في المتنزهات العامة والمدن، يعتبر طائر المينا من طيور الزينة التي يقتنيها الكثير من الناس في بيوتهم داخل أقفاص لما له من صوت جميل مغرد، بالإضافة إلى حجمه الصغير وألوانه الساطعة من درجات البني حيث يتلون الرأس والذيل باللون الأسود وتحت عينيه يوجد جلدة صفراء اللون عارية تميزه عن الأنواع الأخرى من الطيور ويمتلك منقارا قوي ولونه اصفر ولديه سيقان طويلة تتلون باللون الأصفر أيضا وذيله قصير ويتزين حوافها الخارجية باللون الأبيض وفي أثناء طيرانها قد تلاحظ ظهور بعض البقع عليها أن كانت هذه المظاهر قد رأيتها نعم إنه طائر المينا.
والآن بعد تأكيد ما رأيت لنذهب إلى الإجابة على سؤالك هل لهذا الطائر أضرار بيئية نظرا إلى زيادة إعداده؟
نعم إن إطلاق هذه الطيور من الأقفاص ادى الى تكاثرها وتمركزها في المدن والمتنزهات، ونظرا لصعوبة صيدها في هذه الأماكن لازدحامها بالمباني والحركة البشرية المستمرة أدى ذلك إلى حدوث خلل في التوازن البيئي في إعداد هذا النوع من الطيور، حيث يصنف من الطيور العدوانية نحو الأنواع الأخرى للطيور والثدييات والإنسان.
فهو يقوم بتنافس على أعشاش الطيور وخاصة الهدهد والبوم والنقار الخشب إلى جانب ذلك يعتمد طائر المينا على غذائه في تناول فروخ الطيور الأخرى، ويقوم أيضا على التهام الكثير من الممتلكات العامة والمحاصيل الزراعية لينال مرتبة كأحد 100 أشرس كائن حي وهو يعتبر أيضا من أكثر الطيور الدخيلة العدائية الغازية التي تؤثر سلبا على البنية الاقتصادية والبيئة والاجتماعية.
فإن تأثير هذا الطائر اقتصاديا ينعكس على انخفاض إنتاجية المحاصيل الزراعية للفواكه، فقد سجلت الكثير من الدراسات التي تبحث تأثير هذه الطيور على هذه المحاصيل مثل التفاح والكمثرى والفراولة والعنب والمشمش والتين حيث سجلت هذه الدراسات إتلاف هذه المحاصيل نتيجة التهام طيور المينا لها.
كما تساهم هذه الطيور في زيادة الضوضاء الصوتية لما لها من صوت مزعج وعالٍ طوال العام وذلك لاعدادها الكبيرة، وليس ذلك فقد فطيور المينا تعتبر من الطيور الناقلة للأمراض فهي قد تتجرأ في مهاجمة أطباق الطعام في طاولات المكشوفة في المطاعم وذلك يساهم في نقل الأمراض والإزعاج في الوقت ذاته.
إن طائر المينا يهدد التنوع الحيوي وذلك يعود إلى تكاثره الكبير حيث قد يصل أعداده إلى 160 ألف طائر ليقوم بعد ذلك بالمنافسة الشديدة مع الطيور المستوطنة على الموائل والغذاء فقد اقتحم هذا الطائر الأنظمة البيئية بقيامه في مهاجمة الأعشاش والقضاء على الطيور الصغيرة، وإزاحة الطيور المنافسة له من موطنها وأعشاشها وأماكن سكنها ليؤدي إلى اختفائها تدريجيا ليصل إلى انقراضها.
كما تقوم أيضاً هذه الطيور في مهاجمة الثدييات كالماعز والحملان والعجول لينقل امراض تصنف بالمعدية للإنسان فان طائر المينا يسافر يوميا بمسافة تتراوح 20 كم من مكان تعشيشه الى امكان تواجد وتوافر الغذاء وفي بعض الأحيان يقوم بمهاجمة حمام المنزل والإنسان في بعض الدول.
إن بعض الكائنات الحية قد لا تكون ذو أهمية في حال انقراضها أولا فهي قد لا تكون من الأنواع الرئيسية الذي يشكل غيابها تأثير على النظام البيئي، ولكن يوجد أنواع أخرى قد تكون أساسية ورئيسية في المحيط الحيوي وغيابها يؤدي إلى انهيار النظام البيئي وهذا ما يقلقنا باتجاه قضية تكاثر أعداد طيور المينا في عدة أماكن من العالم لذلك من الواجب البيئة علينا أن نحميها باتخاذنا الإجراءات المناسبة للحد من انتشار هذه الطيور لإعادة التوازن البيئي والحيوي وإعادة ضبطها إلى ما هو صحيح