عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله ملكا فيؤمر بأربع كلمات ويقال له: اكتب عمله، ورزقه، وأجله، وشقي أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح ) رواه البخاري .
عن حذيفة بن أسيد الغفاري، أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ( إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة، بعث الله إليها ملكا، فصورها، وخلق سمعها، وبصرها، وجلدها، ولحمها، وعظامها، ثم قال: يا رب أذكر أم أنثى؟ فيقضي ربك ما شاء، ويكتب الملك، ثم يقول: يا رب أجله، فيقول ربك ما شاء، ويكتب الملك، ثم يقول: يا رب رزقه، فيقضي ربك ما شاء، ويكتب الملك، ثم يخرج الملك بالصحيفة في يده، فلا يزيد على ما أمر ولا ينقص" «إن النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة، ثم يتصور عليها الملك») أخرجه مسلم.
- يتبين لنا من خلال الحديث الشريف الأمور التي كتبها الله لنا .
- أما بخصوص الأشياء التي نختارها نحن بإردادتنا؟
- فالإنسان مسير فيما لا يعلم ولا يقدر ومخير فيما يعلم ويقدر ، فكونه مخير في الأمور التي يقدر عليها إذن هي الأمور التي يختارها بنفسه ، مثال : لو وضعنا أما شخص طعاماً خالي من لحم الخنزير وطعاماً آخر يحتوي على لحم الخنزير وأخبرناه بهذا وبهذا ‘ فإذا إختار الطعام الذي يحتوي على لحم الخنزير فقد إختارة بإرادته وعقله وبالتالي فهو محاسب على هذا الإختيار .
- ومن الأشياء التي أختارها أنا بإراداتي :
1- الزوجة
2- العمل ( الوظيفة )
3- نوع اللباس الذي ألبسه ،والشراب والطعام الذي سأكله .
4- موعد ساعة نومي .
5- موعد زيارتي لشخص معين .
6- صيامي مثلاً اثنين وخميس من كل اسبوع . وغيرها .
- أما موضوع أن الله يكتب لعبده أن يكون مسلماً أو كافراً فهذا مشار إليه في الحديث الأول ، وليس هناك علاقة لعلم الله تعالى بأن فلان سيكون مسلماً أو كافراً ، لأن الله تعالى ( يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن لوكان كيف يكون ) فالله في علمه المسبق أن فلان سيختار طريق الإسلام ويكون مسلماً ، وأن فلان سيختار طريق الشيطان ويكون كافراً .
- فالله تعالى يريد للبشرية جمعاء الخير بدليل قوله تعالى : ( وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ ۖ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) سورة البقرة (221)