الخوف, انعدام الثقة, انعدام الامان والراحة.
المتنمر مثلا, في الواقع خائف وغير واثق بشخصيته الحقيقية, لهذا يختار ازياء الظالم والمؤذي, ليثبت وجوده, لاعتقاده ان شخصيته الحقيقية لا تملك ادنى فرصة في اثبات وجودها في المجتمع, كما يتنكر الملحد برداء الايمان في مجتمع مؤمن, والمؤمن برداء الالحاد في مجتمع ملحد, لمواكبة المجتمع, لارضاء الناس وتجنب الوقوع في الغوغائيات, والاختلاط والاندماج اكثر..
احد التفاسير النفسية لما يحصل معنا من اخفاء حقائقنا واظهار الخداع, هو متلازمة المنتحل Imposter Syndrome, وهي الخوف من ان يكشفنا العالم على حقيقتنا, الذي يؤدي الى انتحالنا شخصيات اخرى, خوفا من صعوبة انتمائنا في حال ظهرنا بشخصياتنا الحقيقية, لذلك نتزيّف. نشعر باننا غير مستحقين لاي شيء جيد, انجازاتنا غير مهمة, قدرنا غير كبير كقدر غيرنا, لسنا اذكياء كغيرنا, لسنا جميلين ولسنا نتمتع بروح المنافسة, ننسحب ونتغطى باغطية ليست لنا, ولا حتى تشبهنا.
(1)كما يخفي الكثير من الاشخاص حقيقتهم حفاظا على حياتهم, بسبب عيشهم في مجتمع مجرم ظالم عنصري متطرف وارهابي, قد يكون الشخص ملحد, مثلي, او محب للفنون مثلا, او راقص, او مطرب, أو اي شيء عادي اخر, ولكن المجتمع الرافض لا يملك ادنى مشكلة بانهاء حياة هذا الشخص المختلف المنفصل عنهم, لذلك يلجأ هو ذاته الى تقمص شخصيات اخرى ترضي المجتمع وتجنبه المشاكل, الى حين يتحرر.
ولكن التقمص الحاصل بدون سبب دافعي قوي كالحفاظ على حياة الشخص, لا بد ان ينتهي, ومن الافضل ان ينتهي, لانه كما يقول اوسكار وايلد: " كن أنت, فبقية الادوار تم توزيعها ".
أنت شخصيا, في كل ما فيك, صوتك شكلك طريقة تفكيرك تصرفاتك كل ما فيك, مختلف بشكل مطلق عن الاخرين, قد تتشابه الشخصيات, وتتشابه الاشكال, ولكن ان تجد شخصا طبق الاصل عنك في كل شيء فهذا مستحيل,
التقمص قد يعلق معك وفيك, مع مرور الوقت وكثرة التقمص, وكثرة تبديل الشخصيات في مختلف الحالات, قد ينسيك من انت, قد يلتصق بك التبديل للابد وتتشوه حقيقتك المخبأة. كما تقول الكوميدية فاني برايس : “Let the world know you as you are, not as you think you should be because sooner or later, if you are posing, you will forget the pose, and then where are you?”.
(2) Imposter Syndrome | Psychology Today The Masks That We Wear | Psychology Today 
7 مشاهدة
