ما هي الأرض المقصودة في قوله تعالى (غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ)

قال الله تعالى : (غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ ۗ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ۚ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ) سورة الروم( 2-4).

المقصود بأدنى الأرض هناك عدة أقوال   :
القول الأول: أن الأرض هي  أرض العرب،  وعللووا ذلك لأن الأرض المعهودة عند العرب أرضهم.
والمعنى أنهم غلبوا  في أدنى أرض العرب منهم وهي أطراف الشام.

القول الثاني : قول مجاهد: أنه ذكر في التفسير بأن الأرض  هي أرض الجزيرة، وهي أدنى أرض الروم إلى فارس.

 القول الثالث : قول ابن عباس رضى الله عنهما:  أنه قال هي في الأردن وفلسطين.
- وقرئ : في أداني الأرض.
 
  والراجح والله أعلم أنها منطقة البحر الميت لانها أخفض بقعة على مستوى  العالم .

- حين  غلبت فارس الروم، بلغ الخبر مكة فصعب وشق على النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين؛ لأن فارس  كانوا مجوس لا كتاب لهم والروم أهل الكتاب، ففرح المشركون وشمتوا،
- وقالوا أنتم والنصارى أهل الكتاب، ونحن وفارس أميون، وقد ظهر إخواننا على إخوانكم، ولنظهرنّ نحن عليكم،

- فلم يرضى أبو بكر رضى الله عنه ذلك فقال لهم : لا يقرّر الله أعينكم، فو الله لتظهرنّ الروم على فارس بعد بضع سنين.  فلم يصدقه أبي بن خلف ، وقال له اجعل بيننا أجلًا أنا حبك عليه. أي اجعل لنا مراهنة على ذلك ,فراهنه على عشر قلائص من كل واحد منهما،


-و كان النصر يوم بدر للفريقين،  ومات أبىّ من جرح رسول الله، وظهرت الروم على فارس يوم الحديبية، وذلك عند رأس سبع سنين.
وهذا من الآيات البينة الشاهدة على صحة  وصدق نبوة النبي عليه الصلاة والسلام
، وأن القرآن من عند الله لأنها أنباء عن علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله.
وسيَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ بِنَصْرِ اللَّهِ إِيَّاهُمْ عَلَى الْمُشْرِكِينَ، وَنُصْرَةِ الرُّومِ عَلَى فَارِسَ.


- وقال ابن كثير: نزلت هذه الآيات حين غلب سابور ملك الفرس على بلاد الشام وما والاها من بلاد الجزيرة وأقاصي بلاد الروم، واضطر هرقل ملك الروم حتى ألجأه إلى القسطنطينية وحاصره فيها مدة طويلة، ثم عادت الدولة لهرقل.

- وعن حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما في قوله تعالى: ألم غلبت الروم في أدنى الأرض.. قال: غلبت وغلبت، قال: كان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم؛ لأنهم أصحاب أوثان، وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس، لأنهم أهل كتاب، فذكر ذلك لأبي بكر، فذكره أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، «أما إنهم سيغلبون» فذكره أبو بكر لهم، فقالوا: اجعل بيننا وبينك أجلا، فإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا، وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا، فجعل أجلا خمس سنين، فلم يظهروا، فذكر ذلك أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال «ألا جعلتها إلى دون- أراه قال العشر-» قال سعيد بن جبير: البضع ما دون العشر، ثم ظهرت الروم بعد، قال: فذلك قوله: ألم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون، في بضع سنين، لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم. رواه أحمد والترمذي والنسائي .

ومن تفسير هذه الآية  يكشف لنا التفسير و الاعجاز العلمي أن منطقة البحر الميت هي  أدنى وأخفض بقعة  بين مستوى سطح الأرض فهي تنخفض عن مستوى البحر بـ 400متر 
والله تعالى أعلم